عمر نشابةعلّقت أمس المتحدثة باسم وزارة الخارجية الفرنسية كريستين فاج على اتهام الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله إسرائيل باغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري بالقول إن «المحكمة الخاصة بلبنان التي أُنشئت بموجب القرار 1757 من مجلس الأمن، وحدها تتمتع بصلاحية محاكمة المنفذين والمنظّمين والمتورّطين ومن أعطى الأمر باغتيال الحريري في 14 شباط 2005». وكررت دعم بلادها لـ«العدالة الدولية»، موضحة أن فرنسا «عملت دائماً لمكافحة الإفلات من العقاب».
إن نصّ القرار 1757 يفرض على المحكمة الدولية أن تعمل بحسب «أعلى المعايير الدولية في مجال العدالة الجنائية» التي تستدعي التحقيق في جميع الفرضيات، بما فيها احتمال ضلوع إسرائيل في جريمة اغتيال الرئيس الحريري. ويفترض بالتالي أن تشدّد فرنسا على ضرورة التزام المحكمة بتلك المعايير حتى لا يفلت قتلة الحريري من العقاب. وفي هذا الإطار، يستدعي توضيح الناطقة الفرنسية عن مكافحة فرنسا الدائمة للإفلات من العقاب بعض الأسئلة:
كيف تكافح فرنسا إفلات مجرمين قصفوا شاحنة كانت تنقل أطفالاً ونساءً وشيوخاً من بلدات مروحين وزلوطية ويارين في 15 تموز 2006 من العقاب؟
كيف تكافح فرنسا إفلات من دمّر البيوت على رؤوس الناس في صور وصريفا وحانويه وبعلبك في 18 تموز 2006 من العقاب؟
كيف تكافح فرنسا إفلات مرتكبي مجزرة قانا الثانية (51 شهيداً من بينهم 22 طفلاً) في 30 تموز 2006 من العقاب؟
كيف تكافح فرنسا إفلات قتلة 30 مزارعاً في سهل البقاع قبل أن يجف عرقهم (5 آب 2006) من العقاب؟
كيف تكافح فرنسا إفلات آلة قتل من العقاب سوّت مبنىً سكنياً في الشياح بالأرض، ما أدى إلى استشهاد 41 إنساناً في 7 آب 2006؟
كيف تكافح فرنسا إفلات المسؤولين عن مجازر النبطية الفوقا والدوير وعيترون وحاريص والنبي شيت وصور والقاع وحولا وعكار من العقاب؟
كيف تكافح فرنسا إفلات من قتل خمسين مدنياً، بينهم أكثر من 16 طفلاً، خلال اليوم الأول بعد صدور القرار الدولي 1701 من العقاب؟
لا بدّ أن كلمة واحدة سقطت سهواً في تصريح السيدة الفرنسية. كلمة واحدة قد تمنحها والحكومة التي تتحدّث باسمها شيئاً من الصدقية في لبنان. كلمة واحدة قد تضع الأمور في نصابها وتكرّس حقيقة الموقف الفرنسي الحالي، إذ إن إضافة كلمة على التوضيح الأخير في تصريحها قد تكفي لجعله واقعياً. فالتصريح الصادق للخارجية الفرنسية يفترض أن يأتي على هذا النحو: «فرنسا عملت دائماً لإفلات إسرائيل من العقاب».