في عام 2005، أجرت الجمعية الأميركية لمرض السكرّي دراسة على 12243 مريضاً يعانون هذا المرض، ليتبيّن أنّ 80 % منهم يصومون في شهر رمضان. هكذا، يبدو من البداية أن لا إمكان لإقناع كثيرين من مرضى السكّري بالعزوف عن الصوم، الذي يحرّمه الدين في حالة المرض أو عدم القدرة. لذلك، يجمع الأطباء على ضرورة استشارة مرضى السكري لهم قبل البدء بالصوم. لماذا؟ لا لمنعهم عن ذلك، بل لتعديل عيارات الأدوية ودوامها، بما يتيح للصائم المريض أن يتابع صومه مرتاحاً. ثمّة فكرة شائعة وخاطئة في آن واحد. السكّر الأبيض ومشتقاته، هو وحده ما يرفع نسبة السكر في الدم. لكن هذه المعلومة، التي تترتب عليها سلوكيات غذائية كثيرة، خاطئة. فكل النشويات التي نتناولها تتحول بعد عملية الهضم إلى سكّريّات. لذلك، يًنصح بضبط كمية النشويات التي يتناولها الصائم المريض بالسكري. ويجري ذلك عبر جعل حصص النشويات متساوية أثناء تناولها في فترات مختلفة. وإذا كان الاعتدال في برنامج الطعام مطلوباً بالنسبة إلى الصائمين الأصحّاء، فإن أقصى درجات الالتزام مطلوبة بالنسبة إلى مرضى السكري. يجب تقسيم الوجبات وتوزيعها طوال الفترة الممتدة من الإفطار إلى الإمساك. وبعد كسر الصيام بالتمر، تشير اختصاصية التغذية فرح يونس إلى ضرورة الاعتماد على النشويات المليئة بالألياف كالبقوليّات مثل الفول، العدس، الفاصوليا. كذلك، لا بد من الاعتماد على الحبوب الكاملة كالفريكة والبرغل. أمّا سبب اعتماد كل غذاء يمتلىء بالألياف، فتشير يونس إلى أنّ «الألياف تنظّم عملية امتصاص السكر داخل الجسم». هكذا، ثمّة إرشادات ينبغي لمرضى السكري مراعاتها في كل الأوقات، وخصوصاً خلال فترة الصوم، أهمّها التركيز على تناول اللحوم البيضاء كالسمك والدجاج، والابتعاد عن اللحوم الحمراء، أو بالحد الأدنى تناولها خالية من الدهون. كذلك، لا يجدر تناول كل ما يحوي كميات ضخمة من السكر، كالعصائر المجفّفة أو المكثفة أو حتى الطبيعيّة، بل الأفضل هو تناول الفاكهة طازجة، وبقشرها، للاستفادة من كميات الألياف الموجودة فيه. وفي سحورهم، يفضَّل أن يركّز مرضى السكري على النشويات الغنية بالألياف، أو الألبان والأجبان القليلة الدسم، فيما تبقى السوائل، وخصوصاً الماء، حاجة أساسية يجب أن يكثر مرضى السكري من شربها. أمّا مرضى الضغط، فإرشاداتهم شبيهة إلى حد بعيد بإرشادات مرضى السكري. لكن تضاف إليها ضرورة الابتعاد عن ملح الطعام وكل المأكولات التي تحوي نسباً عالية من الملح، كالمكّسرات واللحوم المدخنة والمخلّلات. أمّا الفاكهة والخضار والماء والرياضة، فالإكثار منها ضروري للصائمين المرضى، لأن فوائدها لا تقدّر. محمد...