جوانّا عازار«كام أند سيت إن ذا فاي» هكذا خاطبت إحدى الأمّهات اللبنانيّات ابنها في حوض السباحة لتدعوه الى الجلوس في الفيء (الظلّ)، إلا أنّها لم تعرف كيف تقول الجملة كاملة بالإنكليزيّة، فخلطتها بالعربيّة. رفيقتها، هي الأخرى دبّت فيها الغيرة، فأرادت التحدّث أيضاً بالإنكليزيّة، فسألت ابنها «يو إيت (أتأكل) بطاطا مقليّة؟».
لولا معرفتنا بأنّ السيّدتين لبنانيّتان، وأولادهما محض لبنانييّن، لكنا قلنا إنهما من أصول أميركية، تحاولان تعلم اللغة المحلية، لكن هذا غير صحيح، وبالتالي فإن هذه «الفزلكة» في الكلام هي أيضاً محض لبنانيّة. هكذا لا تتردد الصبية بالقول مرّة: «عم بيشحّلوا لي زاربر (الشجر)»، الأخت عرفت كلمة «تشحيل» القروية، ولم «تعرف» أن تقول شجرة بالعربيّة.
فبينما تحاول شعوب العالم الحفاظ على لغاتها الأمّ وتتوارثها من جيل إلى جيل، يأبى كثيرون من اللبنانييّن الحديث باللبناني. فلغتنا أصبحت «مش ع الموضة» ولا تماشي العصر. الفكرة، أنّ اللّبنانييّن ليسوا مضطرّين إلى التحدث بأيّ لغة أجنبيّة إذا كانوا لا يجيدونها، وهم مجبرون على إجادة لغتهم الأمّ إذا كانوا يعيشون في بلدهم الأمّ. وللتذكير فقط «مش غلط اللبناني يحكي لبناني بالدرجة الأولى». من غير المطلوب أن يكون اللّبنانيّ كالفرنسيّ مثلاً، لا يجيد إلا لغته، حتّى قيل فيه إنّ من يتحدّث لغتين هو «بيلينغ» ومن يتحدّث ثلاث لغات هو «ثري لينغ»، في حين أنّ من يتحدّث لغة واحدة هو فرنسي. إنّما كلّ المقصود تعزيز اللغة الأم وعدم الخجل بها وتعليمها للأولاد والعمل بعدها على تعليمهم الإنكليزيّة أو الفرنسيّة أو غيرهما من اللّغات الأجنبيّة. اللغة هي هويّة، حافظوا على لغتكم وهويّتكم، لأنّ الوضع أصبح وباللّبنانيّ «بيضحّك»!