طرابلس ــ عبد الكافي الصمدعاد مسلسل العبوات الناسفة والقنابل اليدوية إلى الظهور في منطقة جبل محسن في طرابلس أمس، بعد انقطاع امتد نحو ستة أشهر. رغم أن مسلسل رمي القنابل اليدوية على خطوط التماس التقليدية السابقة بين منطقتي جبل محسن وباب التبانة لم ينقطع منذ إقرار المصالحة الطرابلسية في أيلول 2008، وخصوصاً في ساعات الليل، فإنه توسّع لاحقاً لجهة استخدام تقنية جديدة في التفجيرات. تتمثّل هذه التقنية، وفق ما كشفه مسؤول أمني لـ«الأخبار» في وضع قنبلة يدوية معدّة للتفجير ومربوطة بشريط نايلون لاصق داخل غالون صغير يملأ بمادة البنزين، بعد أن يُنزع منها صاعق التفجير، ومن ثم تُلفّ بمادة بلاستيكيّة لاصقة، الأمر الذي يسهم في تآكل المادة اللاصقة ببطء قبل وصول البنزين إلى القنبلة، ما يؤدّي إلى انفجارها بعد وقت لا يقل عن ساعة.
غير أنه صبيحة اليوم التالي، استفاق أهالي بناية درويش في منطقة جبل محسن، وهي إحدى الأبنية الراقية في المنطقة، على انفجار عبوة ناسفة قرابة الساعة الثامنة والنصف صباحاً، أدى إلى إصابة مديرة مدرسة البستاني الرسمية غينار أسعد (42 عاماً) بجروح طفيفة في جسمها، وبكسر في رجلها اليسرى.
تقاطعت معلومات المسؤول الأمني مع ما أفاد به مسؤولون في الحزب العربي الديموقراطي «الأخبار» عن تفاصيل الحادثة، من أن شخصين كانا على متن دراجة نارية، أحدهما يلبس عباءة بيضاء والثاني

مسؤول أمني تحدّث عن تقنية جديدة يلجأ إليها واضعو القنابل

كنزة سوادء، وضعا قرابة الساعة الثالثة والدقيقة الخامسة والعشرين غالون بلاستيك عند مدخل البناية، حسب ما رصدت كاميرات مراقبة موضوعة في المنطقة، جرى تسليم الأشرطة أمس إلى مسؤولي استخبارات الجيش اللبناني في الشمال. كشفت المعلومات أن العبوة انفجرت قرابة الساعة الثامنة والنصف من صباح أمس، عندما كانت أسعد تستعد لتدير محرك سيارتها، قبل التوجه إلى مكان عملها القريب من سكنها، وعندما لاحظت الغالون البلاستيكي أمام سيارتها نزلت لتعمل على إبعاده، لكنه سرعان ما انفجر. حضر عناصر استخبارات الجيش إلى المكان لمعاينته، لكن لم يفد عن توقيف أحد، إلا أنّ مسؤول في الحزب العربي الديموقراطي قال «لدينا شكوك في شخصين نشتبه فيهما، وأبلغنا مسؤولي استخبارات الجيش الأمر»، مبدياً استغرابه لما يشاع عن أن القنابل والعبوات من صنع الحزب، وقال «نضع القضية بيد الأجهزة اللبنانية لكشف الحقيقة». يُذكر أنه قرابة الساعة الـ11 من ليل أول من أمس الثلاثاء، أُلقيت قنبلة يدوية وسط ساحة ترابية مهجورة في حارة السيدة داخل منطقة جبل محسن، لم تؤدّ إلى وقوع أضرار أو إصابات.