البقاع ــ رامح حميةبوليت شلهوب أيضاً اتخذت وزوجها القرار بتشييد منزلهما من العقد الصخري، فيما كان الدافع الأساسي بالنسبة إليهما تشييد منزل، ولكن اللافت تمثل بما اكتشفته العائلة بعد سكنها المنزل الذي قدم لهم مناخاً معتدلاً فعلاً. «لمسنا ذلك التوفير الشتوية الماضية من دفء في ظل موجة الصقيع»، وهو ما انسحب توفيراً على مصروف مازوت التدفئة في الشتاء البقاعي القارس، أما في الصيف فأوضحت أن فيه من البرودة «ما يغنيك عن تشغيل مروحة أو مكيف التبريد».
بدوره كاظم حمية، الذي أنهى بناء منزله من العقد الصخري، لفت إلى أن ثمة إقبالاً على تشييد منازل العقد، لكن المشكلة تكمن في ندرة معلمي الحجر في لبنان، ما يدفع البعض للتفتيش عنهم في سوريا والتعاقد معهم للعمل في لبنان.
تعتبر طاريا من القرى البقاعية التي سجلت بداية مرحلة العودة لمنازل العقد، بحسب ما يؤكد معلم العقد أسعد العثمان الذي لفت إلى أنه أنجز في البلدة ما يقارب الستة منازل، فضلاً عن «مضافات» مستطيلة الشكل (خاصة للجلسات الصيفية واستقبال الضيوف)، و«تلبيس» حجر صخري للعديد من المنازل التقليدية. المعلم أسعد العثمان تعلم فن العقد الصخري من والده عن جده في إدلب (سوريا) ويعمل في هذا المجال منذ عشرين سنة، الأمر الذي أكسبه خبرة واسعة، وزيادة في الطلب عليه سواء في البلدين، ويشرح العثمان أن زيادة الطلب في بناء بيوت الحجر يعود أيضاً الى ارتفاع أكلاف البناء العادي الذي يعتمد على الباطون والحديد، وتتعدى كلفة المتر المربع الواحد الـ100$ فيما كلفة المتر المربع في بيوت الصخر تتراوح بين الـ70 و90$، ويقول إن التوفير الفعلي يحصل بداية في عدم إنشاء أساسات لمنزل العقد الذي لا يعرف النش أبداً وجدرانه ليست بحاجة لا للتلييس أو الدهان».
ويؤكد العثمان أن «المشكلة الأساسية» التي سيواجهها الجميع مع مرور الأيام، تتمثل «بندرة معلمي العقد الصخري»، حيث تقتصر هذه المهنة في لبنان كما يقول: «على بعض المعلمين الموجودين في منطقة المتن وكسروان وعاليه، وحتى في سوريا العدد قليل جداً»، عازياً السبب في ذلك إلى أن معلمي العقد يعتبرون عملهم بتركيب الحجر الصخري «أشغالاً شاقة»، الأمر الذي «لا يجذب أحداً لتعلم هذه المهنة». ولكن إن بدأ الطلب عليها يتزايد لهذه الدرجة، فهل سيرحب بعض الشبان بهذه المهنة ذات المستقبل المضمون.