نقولا أبورجيلي بعد مرور أسبوع على جريمة مقتل المراهق علي شومان (15 عاماً)، الذي كان قد أصيب بعدة طلقات نارية أودت بحياته، مصدرها عدد من المسلحين، وذلك في سهل بلدة سرعين الفوقا قضاء بعلبك، يوم الجمعة الماضي (أي 21 آب الجاري)، علمت «الأخبار» أن القوى الأمنيّة والعسكرية، تمكنت من توقيف ماجد ش. (وهو مجند في الجيش اللبناني) وشقيقه محمد البالغ من العمر 16 عاماً فقط، وهما من بين المشتبه بهم بالتسبب بمقتل علي شومان، وقد تردد في حينها، أن دوافع الجريمة حصلت على خلفيّة ثأريّة بين الطرفين.
مسؤول أمني أوضح لـ«الأخبار» أن المشتبه بهما يخضعان حالياً للتحقيق في مفرزة بعلبك القضائية، فهي التي كلفها القضاء المختص للتوسع بالتحقيق معهما وكشف الملابسات التي أدت إلى وقوع الجريمة، وأضاف المسؤول الأمني أن ماجد كان قد أوقفته القوى الأمنيّة في المستشفى حيث كان يتلقى العلاج، نتيجة إصابته برصاصة في رجله، وذلك لحظة حصول الحادثة وأثناء تبادل لإطلاق النار بين مجموعته من جهة، ومجموعة أخرى، ما أدى إلى مقتل علي شومان وجرح مراهق آخر يُدعى إيلي ك.
كانت قوة مشتركة من الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي، قد ألقت القبض على زين العابدين ش. (وهو شقيق الموقوفين)، في منزل ذويه في سرعين.
كان أهل القتيل علي شومان قد طالبوا السلطات الأمنيّة والقضائيّة بإلقاء القبض على الفاعلين وسوقهم إلى العدالة، كما كانوا قد تركوا منزلهم في البلدة بعد إجراء مراسم دفن ولدهم، وتوجهوا إلى جهة غير معروفة.

أحد الموقوفين تلقى العلاج بعد إصابته بالرصاص
عن الأسباب التي أدت إلى اقتتال أقارب، أوضح بعض المتابعين للقضية (فضّل عدم ذكر اسمه نظراً لحساسيّة الوضع) خلال اتصال هاتفي أجرته معه «الأخبار» أن الأمور «تعقدت قبل نحو سنتين، يوم قتل هولو شومان قضاءً وقدراً، الذي أصيب في حينه بعدة رصاصات، انطلقت عن طريق الخطأ من سلاح حربي، وذلك نتيجة لخلافات تافهة، كانت قد حصلت بين بعض النسوة وبين شبان مراهقين من أبناء العائلة الواحدة، ومن ثم تراكمت هذه الخلافات وحصل ما لم يكن في الحسبان، إلى أن وصلت الأمور إلى هذه الدرجة»، ويضيف أن «من يمكن تسميتهم بـ«الطابور الخامس» يتحملون مسؤوليّة ما جرى من خلال شحن النفوس وتغذية نار الحقد ونبش دفاتر الماضي القريب والبعيد»، وأكد المتابع لهذه القضية أن «مساعي يبذلها الخيّرون والمصلحون، بالتعاون مع السلطات الأمنيّة وبعض الجهات السياسية، بهدف إعادة ذوي القتيل علي شومان إلى منزلهم، وإزالة جو الاحتقان ووضع الأمور في عهدة القضاء».
تجدر الإشارة إلى أن وفاة علي شومان أحدثت صدمة كبيرة في سرعين الفوقا والبلدات المجاورة لها، وخاصة أن القتيل مراهق، وأنه كان برفقة شقيقيه اللذين يصغرانه سناً يستقلون جراراً زراعياً في أحد الحقول المجاورة للبلدة، وقد أدى تطاير شظايا من هيكل الجرار إلى إصابة الشقيقين الصغيرين بجروح طفيفة.
هذه العملية أعادت مجدداً تسليط الضوء على عمليات الثأر، وقد ازدادت الشكوك حول خلفياتها الثأرية مع فرار مشتبه بهم من البلدة.