محمد نزالفي «إنجاز نوعي»، على حدّ وصف أحد المسؤولين الأمنيين، أوقفت قوة من مكتب مكافحة المخدرات في قوى الأمن الداخلي، أول من أمس، أربعة أشخاص من «كبار تجّار المخدرات»، وذلك في منطقة دوحة الحص ـــــ جنوبي بيروت. بحسب المتابعين لعملية التوقيف، فإن الأشخاص الأربعة كانوا يمثّلون عصابة لتهريب المخدرات من أميركا اللاتينية (فنزويلا) إلى لبنان، وقد ضُبط معهم نحو 50 كيلوغراماً من مادة الكوكايين «من الصنف الممتاز». وهذه الكمية من الكوكايين كبيرة نسبياً، ما يشير إلى «أن أصحابها هم على مستوى عالٍ من الخبرة والنشاط في هذا المجال، وخاصة أنها من الصنف الممتاز (باب أول) الذي يتعاطاه غالباً من يحمل ثروات، أو أبناء الطبقة الثرية، لكونه غالي الثمن مقارنة بالمواد الأخرى».
بعد اقتياد «التجار الأربعة» إلى التوقيف، أحيلوا على النيابة العامة، وبناءً على إشارتها، توسّع التحقيق معهم، وسط معلومات عن نية المدير العام لقوى الأمن الداخلي، اللواء أشرف ريفي، إجراء مؤتمر خلال وقت قصير، يعرض فيه الإنجاز الذي تحقق، في حضور وزير الداخلية والبلديات زياد بارود.
مسؤول أمني متابع لعملية التوقيف، قال لـ«الأخبار» إن العملية نجحت «بعد أشهر من المتابعة والعمل عليها، لناحية رصد الأشخاص وتعقب حركتهم، الذين أدخلوا هذه المواد بالتهريب براً عبر الحدود اللبنانية ـــــ السورية»، لافتاً إلى أن كميات المخدرات المتعلقة بالموقوفين الأربعة هي «أكبر بكثير من الكمية المعلنة، أي أكثر بكثير من 50 كيلوغراماً من الكوكايين، فالشبكة التي يعملون من خلالها هي شبكة كبيرة ومتشعبة». حاولت «الأخبار» الاستيضاح أكثر من أحد المسؤولين الأمنيين المعنيين، غير أنه فضّل التكتم على مزيد من التفاصيل، وذلك «لاعتبارات متعلقة بسرية التحقيق».
يُذكر أن الكمية المضبوطة، أول من أمس، يقدر سعرها في سوق المخدرات بنحو 5 ملايين دولار أميركي، فهي عبارة عن 50 كيلوغراماً من الكوكاكيين، أي ما يساوي 50 ألف غرام، ويباع الغرام الواحد منها بنحو 100 دولار. وكانت القوى الأمنية ومديرية الجمارك قد أوقفتا قبل نحو 3 أشهر، كمية كبيرة من الكوكايين مهربة عبر مرفأ بيروت من كولومبيا، قدّرت كميتها بنحو 100 كيلوغرام، أي ضعف الكمية المضبوطة قبل يومين. وكان لافتاً في المرتين أن الكوكايين المضبوط كان من الصنف الممتاز (الباز)، الذي يؤخذ من خلال حرقه واستنشاق دخانه، وتبلغ نسبة نقاوته 100%، فيما يوخذ الصنف «العادي»، الذي يمكن أن يكون «مضروباً» بمواد أخرى أخرى، عبر الشم بواسطة الأنف مباشرة، بحسب ما شرح أحد الخبراء.
أحد المسؤولين المتابعين لقضايا المخدرات أشار إلى أن عدد الموقوفين في هذه القضايا منذ مطلع العام الجاري قد بلغ نحو 2000 شخص، وقد حصلت أبرز التوقيفات في شهر أيار الماضي، حيث أوقف أحد «كبار التجار» ومعه 40 شخصاً في منطقة البقاع، كانوا ينشطون ضمن شبكة واحدة للتجارة بالمخدرات وترويجها في المناطق. ويلفت أحد الناشطين المدنيين في مكافحة المخدرات إلى «ضرورة ملاحقة الرؤوس الكبيرة الناشطة في هذا التجارة المميتة وضربها، لا الاكتفاء بتوقيف صغار المروجين والمتعاطين».