الضنية ـ عبد الكافي الصمد اتخذت أزمة استجرار مياه ثلّاجلات القرنة السوداء، الدائرة بين أهالي بقاعصفرين ـــــ الضنيّة، وبشرّي، منحى تصاعدياً خطيراً أمس، بعدما حذّر الرئيس عمر كرامي من أن تنقلب الأزمة «صداماً طائفياً»، وذلك في موازاة تضامن رؤساء بلديات الضنيّة مع بلدية بقاعصفرين، بإدانتهم «المشكلة المفتعلة» في هذا الموضوع.
في موقف لافت حمل مضامين ورسائل عدّة، وبعدما أطلعه أهالي البلدة على مشكلتهم، إثر قطع بعض أهالي بشري نرابيش المياه العائدة إليهم، وخصوصاً المقيمين منهم في منطقة جرد النجاص، التي تستفيد من استجرار مياه ثلاجات القرنة السوداء إلى أراضيهم الزراعية، أبدى كرامي من مقر إقامته الصيفي في بقاعصفرين خشيته من أن يحصل صدام بين أهالي المنطقتين، مشيراً إلى أنّ «في لبنان كما هو معروف حساسيات، وهذا الصدام قد ينقلب صداماً طائفياً مع الأسف».
كرامي اتهم محافظ الشمال ناصيف قالوش «الذي تحدثت إليه منذ يومين، بأنه عمِل غير الذي وعدني به، وأشعر بأنه متحيّز»، وذلك بعدما رفض طلب رئيس بلدية بقاعصفرين منير كنج، خلال اللقاء الذي جمعه مع المحافظ الأربعاء الماضي في سرايا طرابلس، بحضور رئيس بلدية بشري ونائبه، بإعادة النرابيش المقطوعة إلى مكانها، لإنقاذ موسم زراعي تعتاش منه 300 عائلة.
نبّه كرامي من أنه «إذا لم تنفَّذ الأمور بطريقة صحيحة، أي إذا لم تُعَد النرابيش التي قطعها نائب رئيس بلدية بشري وشرطي في البلدية إلى مكانها، فكلّ الاحتمالات واردة».
أشار كرامي إلى أنّ المتعهد الذي لُزّم بحيرة عطارة في جرد النجاص كحل بديل «لم ينفّذها كما يجب، لأنها لم تحصر بداخلها نقطة مياه واحدة، وأنه بعد الاعتراض عليه عاد مجلس الإنماء والإعمار ولزّمه إياها مرةً ثانية، فبقي الوضع على حاله، من غير أن يسأله أو يحاسبه أحد»، لافتاً إلى أنه اتصل بالمحافظ واستخبارات الجيش، وأبلغهم أنّ الحل «هو تنفيذ بحيرة عطارة سريعاً، وإلّا فستبقى النرابيش تأتي بالمياه إلى 300 عائلة».

كرامي: المتعهد الذي لُزّم بحيرة عطارة في جرد النجاص لم ينفّذها
رؤساء بلديات الضنيّة خلال اجتماعهم في مقر اتحاد بلديات المنطقة في بلدة بخعون، استنكروا ما عدّوه «المشكلة المفتعلة في جرود الضنية، في محلة القرنة السوداء، حيث أقدم بعض الأشخاص من بلدة بشري على قطع نرابيش المياه وسرقتها، التي يستعملها المزارعون لنقل المياه من الثلّاجات لريّ مزروعاتهم، التي يعتاشون منها، والتي تمثّل مصدر دخلهم الوحيد، الذي يقيهم من البرد القارس مع عيالهم».
رؤساء البلديات أكّدوا أنّ «على المعنيّين بالأمر مساعدة هؤلاء المزارعين ودعمهم ليبقوا متشبّثين بأرضهم، ومكافأتهم لتحويلهم الجبال إلى أراضٍ مزروعة، وإلى جنائن مثمرة»، لافتين إلى أنه «كالعادة في وقت الذروة والحاجة إلى المياه لريّ المزروعات، صادر فريق من بشري نرابيش نقل المياه، بمعرفة المسؤولين والقيّمين والإداريّين، ضارباً بعرض الحائط القانون والدولة وأجهزتها الأمنية والإدارية، متّخذاً لنفسه صفة المحافظة على البيئة، على حساب أناس يعملون في أصعب الظروف للبقاء على قيد الحياة»، لافتين إلى «حرص أهل الضنية على البيئة، والعمل على رعايتها بموجب القوانين المرعية الإجراء، والمحافظة على الثلّاجات، والاستغناء عنها عند إتمام إصلاح بحيرة عطارة».