العلاق ــ الأخبارهو الشعور بالغبن ذلك الذي يختلج في صدور أبناء بلدة العلاق البقاعية منذ أكثر من 13 عاماً. شعور يكاد لا يفارقهم في يومياتهم، ويحمّلون مسؤوليته لوزارة الداخلية التي لم تنصفهم وبلدية بوداي التي يرغبون بالانفصال عنها.
محاولتهم الجدية الأولى كانت عام 1997، مع صدور قرار فصل بلدتهم عن بلدية بوداي وإنشاء بلدية. إلا أن القرار ما لبث أن تم الرجوع عنه بعدما تقدم 21 فرداً من عائلة كنعان (من أصل 850 ناخباً)، وبتوجيه من أحد الأحزاب يقول البعض، بعريضة ترفض الفصل. فكان أن عادت الوزارة عن قرارها وأعادت الحال إلى ما كان عليه.
تجدر الإشارة إلى أن قانون الانتخاب نصّ في مادته الرابعة على أنه «يمكن كلّ قرية من القرى التي تتألف منها بلدية واحدة أن تنفصل وتصبح بلدية مستقلة إذا طلب ذلك أكثرية ثلثي الناخبين فيها على الأقل وذلك بموجب عريضة». فكيف لوزارة الداخلية أن تتراجع عن قرار الفصل نزولاً عند اعتراض 21 ناخباً في البلدة وعدم الأخذ برأي أكثر من الثلثين في عريضة الفصل؟
المهندس محمد كنعان، وفي حديث لـ«الأخبار»، أكد أن وزارة الداخلية لم تنصفهم بقرارها إعادتهم إلى بلدية بوداي، بناءً على رأي عدد قليل جداً من أفراد العائلة الذين «نظموا العريضة بإيعاز من أحد الأحزاب»، وبالتالي هُمّشت الفئة الغالبة المطالبة بالفصل. ولفت كنعان إلى أنه عاد وتقدم بطلب فصل إلى الوزارة يحمل الرقم 22153 بتاريخ 16/11/2007 «ولم تظهر حتى اليوم أي نتائج، الأمر الذي أصابنا بالإحباط نظراً إلى قانونية مطلبنا». وفيما يؤكد أنه لن يذهب لأحد للطلب والتوسط من أجل الفصل إيماناً منه بمبدأ «ما ضاع حق وراءه مطالب»، إلا أنه يعيد سبب تأخير قرار الفصل إلى «غايات انتخابية بحتة».
كنعان يرى أن أهالي بلدته مغبونون من بلدية بوداي لأن الأخيرة «لا توزّع المخصصات من الأموال بطريقة عادلة بين البلدتين، حتى أننا لا نعرف مخصصات بلدتنا كم تبلغ. كما أن الخدمات الإنمائية بأكملها لبوداي، فيما معظم طرق العلاق لا تزال مفروشة بالبحص منذ 12 سنة».
من جهته، أكد ناظم كنعان، مختار بلدة العلاق، أن طلب الفصل يحوز موافقة «99% من أهالي البلدة الذين يطالبون بالاستقلال الذاتي، وخصوصاً أن لدى العلاق مواردها الكافية، فهي تملك ثلث مشاعات بلدة بوداي، فضلاً عن المساحات الشاسعة لأراضيها، الأمر الذي يمكنها من القيام بكل الواجبات المطلوبة منها تجاه أهلها وموظفيها». يتابع كنعان: «وإذا جرى التذرّع بأن الانتخابات ستتأجّل ولا يمكن الخوض بأمور الفصل فنحن نؤكد أننا نفضل أن تصبح أمورنا ومخصصاتنا بين أيدي القائمقام في بعلبك».
وكان أهالي العلاق قد عبروا عن موقفهم في عام 2004، حيث لم يشارك في الانتخابات البلدية والاختيارية «إلا 216 ناخباً فقط»، كما يؤكد المربي عامر كنعان الذي اعتبر أن أصوات العلاق هي التي رجّحت الكفة بالنجاح للبلدية الحالية، مشدّداً على أن هؤلاء الـ216 هم من أشد المطالبين بالفصل.
ولا يجد مصطفى كنعان مفراً من ذكر المشاريع الإنمائية التي لم تنجزها بلدية بوداي «بدءاً من الساحة أمام الحسينية والطرق التي ما زالت مفروشة بالبحص، مروراً بأقنية الري التي نفذت لأكثر من 12 كلم على طرق بوداي، فيما استُثنيت جهة العلاق، وصولاً إلى إقامة جدران دعم في سائر أحياء بلدة بوداي مع ملعب رياضي فيما لم تحصل العلاق على شيء».
الجدير ذكره أن بلدية بوداي فيها ثلاثة أعضاء مجلس بلدي من بلدة العلاق، أحدهم استقال فيما الآخر لم يعد يحضر جلسات المجلس، ليبقى عمار كنعان العضو الذي يمثل بلدته. وقد أكد لـ«الأخبار» أنه «لا يرى أن ثمة غبناً لحق ببلدته العلاق، وأن مشاريع نفذت بحسب قدرة البلدية المادية وقدر المستطاع»، مشيراً إلى أن البلدية تنفذ مشاريعها وفقاً لأولويات تضعها، وأن طرق البلدة ستعبد قريباً.