أما مخاوف الأهالي فتعززت حين منع مسؤولو الأمن والإعلام في تيار المستقبل المرافقون للوزيرين، الصحافيين من طرح الأسئلة بشأن الزيارة، على أن يُسمح لهم بذلك في نهاية الجولة، وهو ما لم يحصل. وسأل الأهالي عمّا إذا كان الهدف من ذلك تعمية مشكلة عمرها أكثر من 3 سنوات، عندما استقدمت إلى المنطقة 34 مستوعباً ضخماً لوضعها فيها بصورة مؤقتة، لكنها بقيت هناك منذ ذلك الحين، رغم مراجعات أجرتها بلدية البداوي وناشطون بيئيون مع الجهات المختصة. يضاف إلى ذلك ما كشفه مسؤول مخفر التعتور في البداوي النقيب نزيه صلاح للوزير رحال، حين أشار على مسمع الوفد الزائر إلى أنه «وصلنا أواخر عام 2006 كتاب يبلغنا بأنّ المستوعبات ستبقى لمدة ستة أشهر، وطلب منا إبلاغ الجهات المختصة عندما تُرفَع من المكان عند انتهاء المهلة!».
معدل الإصابة بالسرطان في المنية أقل من مناطق أخرى
وبعد انتقال الوزيرين والوفد النيابي والرسمي إلى معمل دير عمار لإنتاج الكهرباء، تبيّن أن مشكلة أخرى تنتظرهم، وهي شكاوى الأهالي من انبعاثات المعمل التي تخلّف أمراضاً تصيب البشر والشجر، كما قال رئيس البلدية أحمد عيد والمهندس عمر عيد في مداخلتيهما، وارتفاع معدل الإصابة بالسرطان، ويباس الأشجار المثمرة والحرجية في المنطقة على نطاق واسع، ما دفع بعض المواطنين إلى المطالبة بتوفير التيار الكهربائي 24/24 ساعة تعويضاً لهم!
ومع أنّ خليفة أوضح للأهالي المتجمعين في قاعة البلدية، أنه «لا فوارق كبيرة بين المناطق في نسب الإصابة بالسرطان بحسب السجلات»، فإن مصادر مرافقة له فضلت عدم ذكر اسمها أشارت إلى أن «سجل الأمراض السرطانية لعام 2009 كشف أن معدل الإصابة بالسرطان في المنية أقل من معدلات الإصابة في بقية المناطق!».