أسامة القادري ــ رامح حميةأوقف رجال فرع المعلومات في البقاع الغربي، أول من أمس 11 سودانياً وهنديَّين، كانوا يحاولون الدخول إلى الأراضي اللبنانية بطريقة غير شرعية، عبر الطرقات الوعرة، والجبال بين الحدود السورية واللبنانية، وقد جرت عملية التوقيف على مرحلتين.
في جبل بكا المحاذي للحدود السورية، أُلقي القبض على ثمانية سودانيين وهنديَّين، أمّا الثلاثة الباقون، فقد أُلقي القبض عليهم في خراج بلدة عزّة أثناء انتقالهم من الجبال إلى الطريق الرئيسية، فيما تمكّن «دليلهم» من الفرار.
مسؤول أمني قال لـ«الأخبار» إنّ التوقيف جرى بناءً على معلومات «وردت إلى مخبرينا» عن تهريب في منطقة بكا. وأشار المسؤول إلى أن مهرّبي «السودانيين» فرّوا إلى جهة مجهولة.
لفت المسؤول إلى أن «تسعيرة» التهريب تختلف بين مهرّب وآخر، وحسب إفادة الموقوفين المتسلّلين فإنّ منهم من دفع مقابل انتقاله من الأراضي السورية إلى داخل الأراضي اللبناني 300 دولار، وهناك من دفع 400 دولار.
أحد الموقوفين قال إنّ «الدليل» أوهمهم أنهم بمجرد عبورهم الجبال يصبحون في بيروت. وقد سُلّم الموقوفون إلى مخفرَي بيادر العدس وجب جنين لاستكمال التحقيقات معهم، وتحويلهم إلى القضاء المختص، لإجراء المقتضى القانوني بحقهم، وترحيلهم عن الأراضي اللبنانية.
يُذكر أن القوى الأمنية كانت قد أحبطت العديد من عمليات التهريب، في منطقة ينطا وبيادر العدس، وفي المنطقة الفاصلة بين بلدتي المنارة والصويري.

أحد الموقوفين قال إنّ «الدليل» أوهمهم أنهم بمجرد عبورهم الجبال يصبحون في بيروت

من جهة ثانية، واصلت مفرزة زحلة القضائية في البقاع التحقيق في قضية توقيف مُهَرَّبين في مزرعة للدواجن قرب زحلة الأسبوع الماضي، وكانت دورية من مخفر المعلّقة وطوارئ زحلة قد دهمت مزرعة دواجن في الدلهمية، وعثرت فيها على 20 سودانياً، وثلاثة سوريين، بينهم فتاة اشتُبه في تورّطهم في التعامل مع المهرّبين، حيث أُوقفوا جميعاً. مسؤول أمني أكد لـ«الأخبار» أنّ التحقيقات بيّنت أن السوريين الثلاثة هم عمال فقط في المزرعة، وأنّ الفتاة ر. ن. كانت تقدّم إلى السودانيين الطعام نتيجة «الإشفاق عليهم»، مشيراً إلى أنه أُخلي سبيلهم بعدما تبين أنْ «لا علاقة لهم بمسألة التهريب».
قال مسؤول أمني إنّ التحقيقات أظهرت أن المزرعة يستأجرها شخص يدعى ب. ع. وهو متّهم بأنه المسؤول عن استقدام السودانيّين بمساعدة شخص آخر لا يزال مجهول الهوية. ولفت المسؤول إلى أن المدعو ب. ع. هو الذي يحجز جوازات سفر السودانيين، ويحتفظ بها إلى حين نقلهم والحصول على مبلغ «200 دولار على الراس»، كما تبيّن أنه هو الذي يحضر إلى المزرعة لنقل السودانيين إلى بيروت.
مسؤول أمني آخر أكد لـ«الأخبار» أن «عملية تهريب السودانيين تجري بتنسيق كبير بين سوريا ولبنان»، وأنّ عملية توقيف العشرين سودانياً في مزرعة الدواجن نجحت «نجاحاً نسبيّاً»، لكون المعلومات قد توافرت عن وجود خمسين شخصاً من التابعية السودانية في المزرعة، في الوقت الذي لم يُعثر فيه إلّا على عشرين فقط، حيث يرجّح أن يكون المخرّبون قد نجحوا في تهريب الثلاثين الآخرين.