زينب زعيتريبعد «تراس» مطعم حبيب في البترون 40 متراً عن منزل كامل. يروي حبيب أنّ ثمّة من رمى حجارة على مطعمه من منزل كامل، بل إنه اتهم الأخير بالقيام بذلك خلال وجود الزبائن فيه، وأنهم غادروا المطعم فوراً بعد إصابة البعض منهم، وتحطّم محتويات المطعم، ومن «المصابين» بفعل رشق الحجارة ربيع، وهو عازف في فرقة المطعم الموسيقية. أقدم كامل أيضاً على سبشتم حبيب، وقد شاركته في الشتم زوجته نهى (72 عاماً). أدّعى حبيب وربيع أمام النيابة العامة الاستئنافية في الشمال على كامل ونهى. وحصل ربيع على تقرير من الطبيب الشرعي يفيد بالتعطيل عن العمل مدة يومين، وأدلى أثناء التحقيق الأوّلي بأنّه أُصيب بحجر على رأسه.
توفي كامل قبل صدور حكم المحكمة النهائي، لذلك طلب حبيب وربيع بواسطة المحامي إدانة نهى وإلزامها بدفع غرامة مالية بدل عطلهما.
بما أنّ حبيب لم يذكر في إفادته أنّ نهى قد أقدمت على القدح به، واقتصرت شكواه بهذا الموضوع على كمال. وبالعودة أيضاً إلى إفادة ربيع، تبين أنّه لم يتخذ صفة الادعاء الشخصي بحق نهى بجرم الشتم أو القدح بل اقتصر ادّعاؤه على جرم الإيذاء، لذلك جاء في نص الحكم الصادر عن القاضي المنفرد الجزائي في البترون منير سليمان أن «المطالبة لاحقاً من جانب المدّعي بإدانة المدعى عليها بجرمي المادتين 554 و584 عقوبات، والمطالبة أيضاً ببدل العطل والضرر الناجمين عن هذين الفعلين ليس من شأنه إحياء الدعوى العامة التي لم تولد بحقّها طالما أن تلك المطالب قد أتت تبعاً للدعوى العامة الباطلة أصلاً».
إضافةً إلى أنّ المدعي حبيب أفاد أنّ منزل المدعى عليهما يبعد حوالى أربعين متراً عن محله، وحيث إنّ نهى يتجاوز عمرها السبعين عاماً لذا يصعب عليها أن ترشق الحجارة وتصيب مطعماً يبعد عنها كل تلك المسافة، وذلك بسبب حالتها الجسدية. القاضي سليمان حكم بابطال التعقّبات الجارية بحق نهى، وبتضمين المدعيَين حبيب وربيع كل نفقات المحاكمة.