رشا نجدييا رب أطل عمر أقارب المسؤولين في البلد، فلا يموت أحد منهم فتتقبل عائلته التعازي في مركز جمعية متخرّجي الجامعة الأميركية قرب منزلي في الحمرا، ما يضطرني للاستيقاظ على تهديد الدركي الأجش الذي ينهرني طالباً مني أن أغير «صفّة» السيارة.
يا رب، امنع تنظيم ماراتون بيروت أو أي ماراتون آخر للأسباب الآنفة الذكر نفسها.
أيضاً، كلي رجاء بأن تنقل سكن جميع المسؤولين اللبنانيين إلى خارج بيروت، فتصبح كل الشوارع مفتوحة ولا نضطر إلى تغيير مسارنا لمجرد أن أحدهم يسكن في هذا الشارع، أو للخضوع لتفتيش وكأننا ندخل إلى المطار، مع ضرورة التعريف عن أنفسنا وتبرير مرورنا من هناك لأشخاص مدنيين ذوي صفات أمنية. يا رب، وبما أني متأكدة من أنك لن تسكنهم فسيح جناتك، أسكنهم أعالي الجبال كي لا يعترضوا حياتنا.
كذلك، امنح رئيس جمهوريتنا طائرة مروحية فلا يضطر رجال الأمن إلى تعطيل السير في كل مرة يريد أن يسافر فيها إلى خارج
لبنان.
يا رب اعمِ قلوب المستثمرين عن المباني القديمة كي لا يشتروها ويهدموها لبناء أبنية عالية مقرفة مكانها. وإن لم يكن طلباً ثقيل الدم، هل تستطيع أن تقفل كل ورشات البناء؟ فالرافعات وأدوات البناء تأخذ حيزاً كبيراً من الشارع ثم إن شاحنات النقل وجبل الباطون وغيرها تسبب أزمة سير خانقة.
يا رب افتح بصيرة المخططين في هذا البلد، فبدل أن يروا في بناء مواقف تحت حديقة الصنائع حلاً لأزمة المواقف، فليتطلعوا لمساحات ميتة كبرج المر مثلاً، ثم، «بطريقن يعني»، ليتهم يبدأون بالتفكير المنطقي في حل لأزمة السير. أنا متأكدة من أنك إن استطعت أن تفتح بصيرتهم فستتفتق عبقريتهم عن حلول لا يمكن تصورها.
يا رب نجّنا من مطاحشات سائقي التاكسي، وسائقي الدراجات النارية، وقيادة الفتيات المتعجرفات وتشفيطات الشباب «الأوادم»، يا رب أبعد عنا أتوبيسات الدولة وسيارات نقل البضائع التي تتوقف في نصف الطريق لإفراغ حمولتها، ولا تنسَ سيارات سوكلين وسيارات أي شخصية مهمة تستطيع أن تقف أينما تريد وحينما تريد.
ملاحظة: لا أصلي للرب من منطلق إيماني بل لحاجتي النفسية إلى أن اقتنع بأن هناك قوة ما قد تغير الوضع الحالي.