قتل الجيش اللبناني أمس شابّاً من مجدل عنجر وجرح آخر، وذلك خلال عملية أمنية هدفت إلى إحباط محاولة تهريب كمية كبيرة من الدخان
البقاع ـــ الأخبار
قُتل مهرّب لبناني وجُرح آخر خلال إطلاق نار عليهما قرب الحدود اللبنانية ـــــ السورية، فجر أمس، بعد مطاردة الجيش لهما. القتيل الذي وُوري في ثرى بلدته مجدل عنجر تردّد أنه كان يهرّب السجائر من سوق جديدة يابوس السورية، فيما قالت رواية أُخرى، نقلتها الوكالة الوطنية للإعلام، إنه كان يهرّب السلاح إلى لبنان مع مجموعة من المهرّبين، وقد تبادلوا إطلاق الرصاص مع الجيش، الذي ردّ بالمثل فأردى أحمد جميل عبد الفتاح (29 عاماً) وجرح علي ش. (31 عاماً) من بلدة الصويري المجاورة لمجدل عنجر، ونُقل في حالة حرجة إلى مستشفى رياق للمعالجة.
تضاربُ المعلومات بشأن المواد المهرّبة رفع من حال غضب أهالي مجدل عنجر، الذين رفضوا في بداية الأمر دفن عبد الفتاح أو تسلّم جثته، ثم تمكّن المسؤولون في الجيش من توضيح ملابسات العملية، فأقنعوا الأهالي بتسلّم جثة المغدور، على أن يصار إلى عقد لقاء رسمي مع قيادة الجيش. وقد تحدّث أهالٍ فرأوا أن تسريب «أخبار» عن إقدام عبد الفتاح على تهريب السلاح بدل الدخان يتضمن إيحاءً رسمياً غير مباشر «يضع مجدل عنجر كلها في دائرة الاتهام بالإرهاب وتهريب أسلحة»، وقال عدد من أهالي البلدة لـ«الأخبار» إنّ المغدور «يُعرف عنه العمل في تهريب بعض المواد الغذائية والسجائر من سوق جديدة يابوس الحرة».
مسؤول أمني: المهربون كانوا يهربون «4500 كروز دخان على ظهور بغال»
إحباط الجيش عمليةً كبيرة لتهريب الدخان أكّدته أكثر من جهة أمنية لـ«الأخبار»، وقال مسؤول أمني إن دورية للجيش طاردت فجر أمس داخل الأراضي اللبنانية بحوالى كيلومتر واحد سيارات دفع رباعي صغيرة مقفلة، انطلقت من السوق الحرة في جديدة يابوس، حيث اعترضتها دورية للجيش في المنطقة الفاصلة بين الحدود اللبنانية والسورية. وأضاف المسؤول إن دورية الجيش طلبت من المهرّبين التوقف «لكنهم لم يمتثلوا، بل عمدوا إلى إطلاق رصاص نحو الدورية، التي ردّت بالمثل ما أدّى إلى مقتل أحمد عبد الفتاح، وجرح علي شومان، وتوقيف 4 آخرين». أكّد مسؤول أمني آخر لـ«الأخبار» أن العملية الأمنية جرت بناءً على معلومات عن عملية تهريب كبيرة، و«يشتبه بأن تكون بين المواد المهربة كميات من السلاح الحربي»، وأضاف إن عدم امتثال المهربين لأوامر دورية الجيش، وإطلاق رصاص من جانبهم استدعيا الرد بالمثل، ليتبين لاحقاً أنّ المواد المهربة هي صناديق دخان، مصدرها سوق جديدة الحرة. وأكد مسؤول أمني ثالث أن المهربين كانوا يهربون «4500 كروز دخان على ظهور بغال».
فور شيوع خبر مقتل أحمد عبد الفتاح عمّ الغضب مجدل عنجر، التي لم «يستفق» أهلها من صدمة العملية الأمنية يوم الجمعة الماضي وارتداداتها، حيث اتخذت وحدات من الجيش إجراءات أمنية مشدّدة قرب البلدة، وعند نقطة المصنع الحدودية، فمنعت الصحافيين من الوصول إلى مكان الحادث والتقاط الصور، كما اتخذت إجراءات أمنية مماثلة في محيط مستشفى زحلة الحكومي، حيث نُقلت جثة القتيل عبد الفتاح بعد مرور نحو 4 ساعات على مقتله، وشهد محيط مستشفى رياق الإجراءات ذاتها.
مقتل عبد الفتاح و«أزمة» مجدل عنجر مع الجيش، ورفع حدّة تبادل الاتهامات بين الفريقين، حتّمت تدخّل جهات سياسية وأمنية ودينية، وأثمرت الجهود التي بذلها، أمس، مفتي البقاع الشيخ خليل الميس إقناع أهالي مجدل عنجر بتسلّم جثة عبد الفتاح، ودفنها بهدوء. أصرّ الأهالي على مطلب يتلخّص بأن يصدر قائد الجيش العماد جان قهوجي بياناً يوضح فيه ملابسات الحوادث التي تطاول مجدل عنجر. عند هذا المطلب، توسّعت مروحة الاتصالات، حيث جرى الاتفاق على تحديد قائد الجيش موعداً لاستقبال وفد من مجدل عنجر.
من جهة ثانية، أفرج الجيش أمس عن ثلاثة موقوفين من بلدة مجدل عنجر كان قد اعتقلهم خلال الحملة الأمنية، التي نفّذها يوم الجمعة الماضي، وهم: عمر ع. وعمر ح. ومحمود أ.