جبيل ــ جوانّا عازارمطاعم، فنادق، شركات تحضير الطعام ومصنّعو حلويات... أكثر من مئة مؤسّسة غذائيّة في منطقة جبيل حضرت أمس تلبيةً لدعوة من بلدية المدينة للمشاركة في مشروع سلامة الغذاء الذي انطلق بمبادرة من هذه الأخيرة. المبادرة التي تهدف إلى تثقيف القيّمين على غذائنا في الأماكن العامة «لئلا يؤثّر أيّ خطأ أو تقصير على صيت المنطقة ككلّ» جمعت ممثّلين عن المؤسسّات الغذائيّة والسياحيّة في يوم غذائيّ طويل، بعد ما تردد في وسائل الإعلام في الأشهر الأخيرة من حالات تسمّم أساسها التقصير في تطبيق شروط السلامة الغذائية.
لكن، كيف سيطبّق المشروع على الأرض؟ يشير رئيس البلديّة د. جوزف الشامي، إلى أنهم سيدرجون أوّلاً المؤسّسات الغذائيّة كلها في جبيل في المشروع من دون أي مقابل.
تهدف المبادرة إلى تلافي تأثير أيّ خطأ على صيت المنطقة ككلّ
ثم يجمع، بالاشتراك مع أحدى الشركات المتخصّصة في سلامة الغذاء ملفّاً عن كلّ منها، ليصار إلى الاتصال بكلّ مؤسّسة لتقويم وضعها، طالبين منها تقديم وثائق تفيد ما إذا كانت تطبّق أيّ نظام لسلامة الغذاء. يلي ذلك تقديم تقرير مفصّل يصف وضع المؤسّسة ويتضمّن الاقتراحات اللازمة لتحسينها، مرفقاً بكتاب من البلديّة يحدّد المهلة لتصحيح التقصير. وبعد انتهاء المهل الزمنيّة يقوم المفتشون بزيارات «كبسة» للمؤسسات لمتابعة سير العمل فيها. والمؤسسات التي تطابق المواصفات المطلوبة تستحقّ شهادة جودة صالحة لسنة، ويوضع على مداخلها ملصق الجودة ويدرج اسمها على الموقع الإلكتروني للبلديّة. «ويبقى الهدف من المشروع مساعدة المؤسسات وليس محاسبتها، لأنّ التحسين يصبّ في مصلحة الجميع» حسب د. الشامي.
«إنّ المنافسة الكبيرة بين المطاعم تدفع أصحابها إلى تثبيت اسمها والعمل وفق معايير جودة عالية»، يقول لـ«الأخبار» صاحب أحد المطاعم في جبيل، شادي عوّاد. أمّا بيار خوري وهو أيضاً صاحب مطعم فيطالب بشرطة سياحيّة تجول دوريّاً على المطاعم، فيما قالت كليوباترا صليبا إنها تطبق في مطعمها «القسم الأكبر ممّا سمعناه اليوم، ونعي في الوقت عينه أهميّة مضاعفة التوعية لتحقيق سلامة الغذاء في مؤسساتنا».
وكانت ريتا أبو عبيد من الشركة المتخصصة بسلامة الغذاء، قد تطرّقت في المحور الأوّل من الندوة إلى الأسباب الأهمّ التي تؤدّي إلى تسمم المواطنين، ومنها مثلاً استهلاك الطعام النيئ، عارضة كيفيّة التحكّم بالطعام منذ شراء مكوّناته لغاية تقديمه، فضلاً عن إرساء ثقافة التدريب في المؤسسات الغذائيّة، من هنا «ضرورة إدخال هذه النقاط على جدول أعمال المؤسسات الغذائية لتصبح جبيل موطن الغذاء السليم الأوّل في لبنان» كما قالت.