بنت جبيل ـــ داني الأمينفوجئ أبناء بلدة السلطانية (بنت جبيل) صباح أمس بوجود مجسّم لعبوة صغيرة الحجم أمام «مدخل جمعية النهضة الخيرية الإسلامية»، حيث كان من المقرّر إقامة اعتصام الأهالي احتجاجاً على ما سمّوه «اعتداءً على ملكية عدد من عقارات البلدة من شركة «واف» العقارية التابعة لآل حجيج في بلدة دير انطار».
العبوة الوهمية وُضعت في كعب زجاجة مياه بلاستيكية، وفي داخلها مواد تشبه المواد القابلة للانفجار، ومواد بلاستيكية تشبه الصابون، وبطاريتان صغيرتان، وليس فيها صاعق للتفجير عن بعد. وعمد مجهولون إلى تمزيق لافتتين معلّقتين عند مدخل البلدة ومدخل الجمعية، وظهرت آثار بيض رُشق على اللافتات وعلى مدخل الجمعية.
حضر رجال الجيش وقوى الأمن الداخلي، وضربوا طوقاً حول مكان العبوة الوهمية، ومنعوا الأهالي من الاعتصام إلى حين حضور فرقة الهندسة التابعة للجيش اللبناني. منظمو الاعتصام نقلوا مكان إقامته بضعة أمتار، فتجمّع عشرات الأهالي، وحضر رئيس بلدية السلطانية مصطفى فخر الدين وأعضاء من المجلس البلدي وأعضاء الجمعية. كانت كلمة لنائب رئيس الجمعية حسن ياسين، فقال إن «شعب الجنوب لم ترهبه يوماً الطائرات والمدافع الإسرائيلية، ووضع عبوة لمنع اعتصامنا لن يرهبنا». وأكد أن الاعتصام ليس احتجاجاً أو «موقفاً ضد أهلنا في دير انطار، بل ضد شركة «واف»، لأن أهالي بلدة دير انطار تربطنا بهم علاقة صداقة وجيرة ومصاهرة». ونبّه ياسين إلى «خطورة هذه الشركة العقارية لأنها اعتدت على عدة قرى محيطة بدير انطار»، مضيفاً أن «الفقراء يفقدون أراضيهم أمام جبروت المال».
فخر الدين أكد أن «هناك شركة عقارية تريد حذف جبلنا عن مستقبل أولادنا، وهذا لن يحصل. فنحن أصحاب حق تعاونا مع جميع المبادرات التي قام بها حزب الله وحركة أمل، لكن مسؤولي شركة «واف» تنصّلوا من وعودهم. فنحن متمسكون وسنلجأ إلى القضاء العادل والنزيه». جبل «بيت الدوارة» هو موضع الخلاف مع شركة «واف» العقارية، وقد رفع أبناء السلطانية لافتات تندّد بالاعتداء على ملكيتهم العقارية.
وُضعت في كعب زجاجة مياه بلاستيكية، وفي داخلها مواد تشبه مواد قابلة للانفجار
في حديث لـ«الأخبار»، قال فخر الدين: «كنا قد قرّرنا عدم القيام بأي تحرك بناءً على طلب جهات سياسية، لكن المفاوضات توقفت لأن أصحاب شركة «واف» لم يلتزموا بوعودهم التي قدموها للرئيس برّي، الذي كان قد توصل إلى حلّ يقضي بأن تأخذ بلدة السلطانية العقارات، موضع الخلاف، التي تقع في جهتها العقارية لتصبح محمية طبيعية للبلدة، وتأخذ بلدة دير انطار العقارات الملاصقة لها، لتصبح أيضاً محمية طبيعية. لكن ما حصل أن مسؤولي شركة «واف» وضعوا شروطاً مسبقة لتوقيع الاتفاق، ما أدى إلى تعطيل الحلّ وعدم موافقة الرئيس برّي». أضاف فخر الدين: «نطالب باستعادة كل عقاراتنا التي جرى مسحها لمصلحة شركة «واف»، وهي تبلغ 240 دونماً، إضافة إلى منطقة عقارية أخرى تدعى منطقة الشجرة، سُيطر عليها أيضاً».
يقول العضو البلدي المحامي عزام عباني: «اعتصامنا سلمي، لكننا فوجئنا بوجود عبوة ناسفة، سنستمر بالتحركات بوتيرة تصاعدية في وقت قريب جداً، وسنتابع الدعوى القضائية بحق كل من له علاقة بالاعتداء على عقاراتنا».
ووُزع أمس بيان موقع باسم «أهالي بلدة السلطانية» جاء فيه: «استغلالاً لنفوذها ولمركزها المالي، وتحت غطاء تحقيق المصلحة العامة، تقوم بعض الجهات النافذة والمالكة لشركة «واف» بوضع يدها عنوة على الأملاك العامة والخاصة في منطقة بيت الدوارة ـــــ السلطانية، وذلك لحسابها الشخصي، مستخدمة كلّ الوسائل غير المشروعة لذلك». يؤكد البيان رفض أهالي السلطانية كل أشكال التعدي على أملاكهم، «فإنهم يقفون اليوم صفّاً واحداً».
من جهة أخرى نظم أبناء بلدة دير انطار اعتصاماً موازياً في ساحة بلدتهم، حضره عشرات الأهالي، وأصدرت بلدية دير انطار بياناً ردّت فيه «على تحرك البعض من أهالي السلطانية ومن وراءهم من المنتفعين من المشاعات». وجاء في بيانها أن المساحات المشاعية استولى عليها أشخاص في بلدة السلطانية، منهم أعضاء المجلس البلدي، وهم اليوم موضع ملاحقة قانونية، فقد لجأوا إلى مسح قرابة 70 عقاراً، أو ما يوازي 400 ألف متر مربع من مشاع السلطانية ودير انطار». وأضاف البيان أن «شركة «واف» هي شركة خاصة لأبناء البلدة الذين يملكون سندات ملكية قانونية. وهي لن تسمح ولن تسكت بعد اليوم عن كل من يحاول النيل من مكتسباتها وأملاكها الخاصة». وجاء في البيان أيضاً: «لدينا الوثائق والخرائط»، وستُتخذ صفة الادعاء الشخصي على «كل من تسوّل له نفسه المسّ بدير انطار وأبناء السلطانية التي تربطنا بهم علاقة قربى وحسن جوار».