عفيف ديابيدور المشهد الأول في شارع الحمرا ببيروت. مراهق أغراه «معلمه» بأقل من عشرة دولارات ثمن التقاط صورة لك، لكن محاولته الأولى باءت بالفشل في البقاع. تشعر بتعاطف مع هذا الشاب الفقير. لقد تعب من مطاردتك من البقاع إلى بيروت. تحسن من «قعدتك» على الكرسي في مقهى «الكوستا»، تغمز المراهق المسكين بعدما فشل في التقاط الصورة المطلوبة في محاولته الثانية. تبتسم له بعد أن ينجح في التقاطها على هاتفه المحمول لأن «معلمه» النائب، وبعض مساعديه من «رجال» الاستخبارات السورية سابقاً، واليوم، لا يطيقون كتاباتك التي تفضح بعض ألعابهم «الصبيانية». يلتقط البقاعي «المراهق» صورتك وأنت تبتسم له. تتواطأ معه بعد أن ترمقه بنظرة تضامن وتخاطبه: «أسرع. خذ صورتك واذهب إلى معلمك. اذهب الآن لقد وفرت عليك عناء المطاردة، فقد تعبت عنك!». يضحك الشاب ويركض نحو معلمه الذي ينتظره بفارغ الصبر. مسكين لقد حقق نصراً مبيناً بعدما قبض الدولارات العشرة في «سيتي كافيه».
في مشهد ثان: لم تعجب كتاباتك بعض أصحاب النجوم. نجوم يتقاضى أصحابها بدلاً مالياً منها من جيبك ومن جيوب فقراء البلاد، وبالطلب من بعض مخبريهم رمي قنابل صوتية على متظاهرين، وبالتنكيل بفقراء لا يملكون ثمن ربطة من الخبز. يلزمك أصحاب النجوم بارتشاف فنجان قهوة. قهوة تنتظرك في صالون انتظار ريثما يحضر حافظ الأمن والأسرار. يحتسب نفسه «الله» الذي أرسل رسولاً يبلغك رسالة لا جنات فيها ولا أنهار من الخمر. تصبح عدواً غاشماً إذا تضامنت مع عجوز أو سيدة أتعبها الزمن تحت سقف بيت من تراب، أو مواطن حاقد، أنت ومجموعة من أصحاب «عقائد قديمة ــــ بالية»، على ثيابه المرقطة. ربما نسي صاحب النجوم أنه شعور متبادل.

خذ صورتك واركض نحو معلمك. تعبت عنك!
وفي مشهد ثالث، يحاصر عسكر صاحب نجوم أصغر المقهى البقاعي. يدخل وهو يراقص سيجاره الكوبي بعد أن ينزع نظارته الشمسية الداكنة كسواد الليل. يتسلل إلى زاوية نائية في المقهى. يعانق صبيّة أنيقة وجميلة، تسمع رنين ضحكتها. يمضي «القائد» أقل من ساعة غزل ويغادر في مهمة وطنية كبرى.
أما المشهد الثالث «المكرّر»، فيضج بسيارات «الهامر» يركنها العسكر. يفرضون طوقاً أمنياً حول مقهى زحلاوي. ينزل «القائد» ويصعد الدرج مهرولاً. في الداخل من ينتظر. إنها مهمة صعبة وحساسة جداً. يلتقي بعض «الجميلات» ويخاطب زميلاً حضر صدفة: «قل لزميلك (...) إنني سأحطم رأسه حين ألتقي به». تصل الرسالة أسرع من
البرق.
يحين موعد الغداء في المشهد الرابع. يجلس «القائد» مع مجموعة من الصبايا في وسط قاعة المطعم الزحلاوي. يحاصر عسكره المكان. ممنوع إزعاج «معلمهم» في جلسة المرح مع الصبايا بثيابه المرقطة. إنهن جميلات وأنيقات، ولا أزمة كبرى عندهن في مغازلة قاض غادر قصره للقاء الأحبة و«القائد» أولهم.