قاسم س. قاسم«لن نأخذ أدوية أو خبزاً هذه المرة، بل مواد أسمنتية وحديداً ومسامير»، قال النائب البريطاني السابق جورج غالاوي أمس. هكذا، حضر النائب المشاكس إلى لبنان، ليعلن من نقابة الصحافة في الرملة البيضاء أمرين: إنشاء حركة «تحيا فلسطين عربية» في لبنان، وقيام «الجامعة الفلسطينية الثقافية»، إضافة إلى توجيه عشرات السفن المحمّلة بمواد بناء، في محاولة جديدة لكسر الحصار وإعادة إعمار القطاع المنكوب، ضمن حملة «فيفا فلسطين». هكذا، سيخوض غالاوي تحدّياً جديداً. ففي المرة السابقة، مُنع الرجل من إدخال مواد غذائية إلى القطاع، فكيف الحال في إدخال مواد بناء؟ ومن سيضمن وصولهم، خصوصاً أن غالاوي «شخص غير مرغوب فيه؟»، كما جاء في بيان الخارجية المصرية. الجواب بسيط: الضمانة هي رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، وستكون «هذه السفن برعايته وبحماية تركيا التي ستعمل على إيصالها إلى المياه الإقليمية لقطاع غزة»، مضيفاً: «لسنا مسؤولين عما سيفعله الإسرائيليون إذا أوقفونا أو منعونا. أقول إن اعتراضهم سيكون لعشرات السفن الضخمة التي تحمل أعلاماً من الدول المختلفة، ولن تحمل السفن الخبز أو الأدوية، بل ستكون مليئة بمواد لإعمار مدينة غزة».
أما بالنسبة إلى الجامعة الثقافية التي ستطلق في فصل الصيف المقبل، فهي عبارة عن مخيم صيفي سيقام في الجامعة اللبنانية الدولية في البقاع. كذلك سيضم المخيم 500 شاب من «دول العالم سيأتون للمشاركة فيه، وسنقوم بزيارة المخيمات الفلسطينية، وسنقيم ندوات وأنشطة رياضية وثقافية، وسيكون بيننا محاضرون عالميون، من بينهم أحد قادة تحرير جنوب أفريقيا، إضافة إلى البروفسور إيلان بابيه من جامعة لندن، والبروفسور فلتكستين وفدوى مروان البرغوتي، ونعومي كلاين الكاتب الأميركي، والمثقف العالمي نعوم شومسكي». أما الهدف فهو «ليتعرّفوا فيه إلى الثقافة الوطنية السياسية»، كما قال مسؤول الجبهة الديموقراطية في لبنان علي فيصل، و«لجذب الشباب لمعرفة طبيعة الصراع القائم مع الكيان المحتل». وأعاد غالاوي التذكير بحملاته الثلاث السابقة قائلاً إنه «سقط لنا 50 جريحاً في آخر قافلة ولا يزالون ينزفون، في كل مرة يقولون إنهم لن يسمحوا لي بالدخول، لكني أؤمن بالله ويوم الحساب. لن يُسأل جورج غالاوي عما فعله الآخرون بل عمّا فعله هو».
ورأى غالاوي أن الولايات المتحدة لم تعد تحتمل سياسة إسرائيل في المنطقة، وخصوصاً مع توسيع الاستيطان في القدس، قائلاً إن «هذا يدلّ على مخلوق فرانكشتاين العجيب، وأنه لا قدرة لهم على السيطرة عليه».