اعتاد أهالي بلدة أميون غياب رئيس بلديتهم عبد الله سعادة، من دون أن يثير الأمر امتعاضهم. يكفيهم أنه وافق على احتلال هذا المنصب على الرغم من أنه يقضي معظم وقته خارج لبنان
أميون ــ فريد بو فرنسيس
يتابع رئيس بلدية أميون، عبد الله سعاده (الصورة)، بدقة تفاصيل عمل المجلس البلدي والقرارات الصادرة عنه. وعلى الرغم من غيابه المتكرّر عن البلدية إلا أن هذا لا يعني أنه غير مهتم، كما يقول، بل على العكس، فقد أوكل مهمات الرئاسة إلى نائبه، غسان كرم، الذي يثق به كثيراً: «غيابي عن الحضور كرئيس بلدية هو بسبب ظروف عملي، وهذا ما حذّرت منه عندما اخترت للرئاسة لأن وقتي ضيق. لذلك نسّقت أنا ونائب الرئيس، بموافقة الأعضاء، على توّليه مهمات الرئيس، وأعطيته صلاحياتي لتسيير العمل وهو أمر نجح فيه. التنسيق كامل وتام بيننا، نحن على اتصال يومي، وقد استطاع كرم أن يغطي هذا الغياب ويحل مكاني بنجاح».
هذه الإجابات لا تلغي السؤال عن سبب عدم اختيار أميون رئيساً يعطيها وقته الكامل، ويكون حضوره فيها دائماً وفاعلاً. يجيب سعاده: «أنا ممن عملوا على تأليف مجلس بلدي بالتنسيق مع النائب السابق سليم سعاده. بقيت غير مرشح حتى آخر لحظة قبل انتهاء مهلة الترشيحات. لكن قناعة سادت لدى مختلف التيارات بأني سألقى قبولاً من الجميع، ما يجنّب أميون معركة ضمن الصف الواحد. بقيت مصراً على الرفض وعدم الترشح، إلى أن جاء القرار السياسي من النائب السابق سليم سعادة، الذي ألزمني الترشح للرئاسة، فوافقت مشترطاً عدم التخلي عن عملي، وإعطاء صلاحياتي إلى نائب الرئيس الذي يكون هو الفاعل على الأرض بالتنسيق معي. وهذا ما حصل. التقيت النائب السابق سعادة وغسان كرم واتفقنا على السير قدماً بالبلدية نحو الأمام».
اليوم، وعلى أبواب المعركة الانتخابية، هل سيستمرّ الوضع على حاله؟
يجزم سعادة بأن البلدة ستبقى محافظة على خطها السياسي «وإذا بقينا يداً واحدة نستطيع إيصال بلدية متجانسة»، لكنه يؤكد أيضاً أنه غير مرشح لرئاسة البلدية. يقول: «ليس من منطلق الرفض أو التكبر على أهالي بلدتي، لكن ظروف عملي لا تسمح لي بالعودة مجدداً إلى الرئاسة. لست مستعداً لأن أكرّر التجربة الحالية. لا يجوز أن تحرم أميون من رئيس بلدية يبقى فيها على مدار الساعة، وخصوصاً أنها تزخر بالمثقفين والناشطين، ويجب التوصل إلى رئيس يلقى قبولاً من الأطراف كلها». يضيف: «لن نرضى أن يفرض على أميون رئيس بلدية لا تريده، لذلك سنستمزج آراء الناس ونرى الأفضل، هناك أكثر من مرشح يتحضر الآن، لكن ليس هناك شيء جدي حتى اللحظة». ويعتبر سعادة أن التجربة البلدية في أميون كانت ناجحة «لكننا نتطلع نحو الأفضل لبلدتنا على الرغم من التقنين الحاصل في الأموال العائدة إلينا. وإذا ما تحسنت إيرادات البلدية من الصندوق البلدي المستقل فسيتحسن الوضع الإنمائي أكثر لأن الأموال هي التي تحرّك العمل البلدي، كذلك تقسيم اللجان وإنشاؤها في البلديات يحرّك العمل البلدي ويفعله. تجدر الإشارة إلى أن البلدية تحصل أحياناً على هبات من أهل البلدة وتأتي هذه الأموال في إطار دعم مشروع معين أو وضعها بتصرف البلدية لتستعملها في المكان المناسب».