راجانا حمية وفي اليوم الثاني عشر لكارثة الطائرة الإثيوبية، عادت باخرة «أوشن آلرت» إلى البحر، بعد الهدوء النسبي للعاصفة. وقد ترافقت هذه العودة، مع جديد آخر حمله يوم أمس على صعيد فحوص الحمض النووي للإثيوبيين الثلاثة. فقد أفاد مصدر مطّلع في المختبرات الجنائية بأنه «جرى التعرف إلى الجثث الثلاث للإثيوبيين، وتعود إلى مضيفتين على الخطوط الجوية الإثيوبية وإحدى الراكبات الإثيوبيات». ولفت المصدر إلى أن «طريقة التعرف إلى تلك الجثث اختلفت عن الطرق السابقة، فقد تُعُرِّف إليهنّ من خلال البصمات وفحوص DNA». أضاف المصدر أنّ «من المتوقع أن تُشرَّح اليوم جثث المضيفات الثلاث ورجل الأمن، بحضور أحد المحققين الإثيوبيين من لجنة التحقيق الدولي، وذلك استناداً إلى اتّفاقية منظمة سلامة الطيران المدني (إيكاو) التي تفترض إجراء هذه العملية لطاقم الطائرة، وخصوصاً أن طبيعة الوفاة قد تساعد التحقيق». ولفت المصدر إلى «إنجاز الخريطة الجينية لعائلات الضحايا». (تتحفّظ «الأخبار» عن ذكر أسماء الإثيوبيات الثلاث لأنّ عائلاتهنّ لم تتبلّغ الخبر بعد). وفي الإطار نفسه، تتسلم عائلة الطفل محمد كريك جثّته، التاسعة صباح اليوم من مستشفى بيروت الحكومي، على أن يُشيّع عند الثانية من بعد الظهر في بلدته عيتا الشعب.
بعيداً من أخبار الضحايا، كثّفت باخرة «أوشن آلرت» جولاتها في البحر. ولفت مدير التوجيه في قيادة الجيش إلى أن «المنطقة التي يُركَّز عليها هي منطقة رأس الناعمة بين 4 و8 كلم، نظراً لوجود إشارات مهمة، وكنا قد رصدنا هناك جثة ثانية بعد جثة ألبير عسال، ونحن على يقين من وجودها، لكننا لا نستطع الوصول إليها بسبب انعدام الرؤية». أضاف مدير التوجيه: «حُصر البحث في نقطتين، هما منطقتا الإشارات التي التُقطت: النقطة الأولى على مسافة 4 كلم من الشاطئ، والثانية على بعد 11 كلم، أي من رأس الناعمة حتى مسافة 14 كلم شمالي شاطئ الناعمة، وعلى عمق 1400 متر». ولفت وزير الأشغال العامة والنقل غازي العريضي إلى «تكثيف عملية البحث، لكن لم نصل بعد إلى النقطة المحددة للصندوق». وفي حال الوصول إليه؟ أشار العريضي إلى أنّ «ثمة إجراءات كثيرة لا تنحصر بإيجاده، فثمة طريقة تقنية لانتشاله وحفظه وفتحه وقراءة ألغازه».
ولفت مصدر آخر في قيادة الجيش إلى أن «المنطقة حصرت على فم الوادي البحري مقابل رأس الناعمة». وأشار إلى أن «العمل هناك يتطلب جهداً كبيراً، لكننا لا نستطيع تحديد وقت للانتهاء». وأشار مدير التوجيه إلى أنه «يُعمَل حالياً على استدعاء آليات وتقنيات أكثر وذات مقدرة أكبر، بانتظار سفينة أوشن إكسبلورر». أما عن عمليات الأمس، فلفت مدير التوجيه إلى أن «أوشن آلرت استأنفت عملية المسح الصوتي والتصوير في المنطقة، بمساندة القوى البحرية على امتداد الشاطئ المحيط بتلك المنطقة».
على صعيدٍ آخر، تمكنت أمس فرق الإنقاذ البحري ووحدات البر العاملة من العثور على مجموعة كبيرة من حطام الطائرة، لكنها «قطع كسر صغيرة»، يقول أحد العاملين في الدفاع المدني. ويضيف «أنه بسبب العواصف، جُمع عدد لا بأس به من القطع لا تقل عن 15 قطعة». وعن تلك القطع، يقول العامل إنها «إسفنج وقطع صغيرة مكتوب عليها باللغة الإثيوبية، إضافة إلى أجزاء من مقاعد، وقد وجدنا مسند مقعد عليه نتف من شعرٍ بشري مجعّد، اضافة الى مقعد آخر وجدناه في المسبح الشعبي في الغازية». ولفت العامل إلى «أننا بدأنا عملنا أمس من الجية باتجاه طبرجا، تماشياً مع حركة الرياح الشمالية».


جثث وثياب على الشواطئ

أثناء عملية البحث، تلقى عناصر مخفر الشواطئ التابعون لمنطقة جبل لبنان كمّاً لا بأس به من اتصالات المواطنين، يقولون إنهم رأوا ثياباً وجثثاً على شواطئ بعض المناطق.
ومن بين تلك الأخبار، يشير أحد العاملين في الدفاع المدني إلى أن «عناصر مخفر الشواطئ أعلمونا أمس بأنّ صياداً أبلغ بوجود ثياب على شاطئ ضبية.
وبعد الكشف الذي أجريناه تبين أنها عبارة عن جاكيت وبنطال، لكنها لا تعود لأحد ضحايا الطائرة، لأنها قديمة جداً». وخبر آخر لم يستطع العامل تأكيده أو نفيه، هو «أن امرأة اتصلت بالدرك وهي تصرخ قائلة إنها رأت جثّة شبه كاملة لرجل طافية على شاطئ العقيبة، وعلى الفور أرسلنا زوارق، لكننا لم نجد شيئاً، ربما قذفها الموج إلى مكانٍ آخر».