انتشار المخدرات في الجبل ليس كلاماً في الهواء، بل ظاهرة متفشية، تكفي جولة في هذه القرى لتظهر الشبان في الساحات العامة ومحالّ البلياردو والإنترنت والألعاب الإلكترونية، وداخل سياراتهم يتعاطونها. ورغم أن هذه الظاهرة غريبة عن قرى محافظة، بسبب الدور الفاعل لرجال الدين فيها، فإنّها تتعرض على ما يبدو لغزو مركزّ من جانب التجّار والمروّجين.
رغم بدء الحملة الأمنية لا يزال التعاطي منتشراً على الطرقات
من جهته، أكد منفّذ عام الغرب في الحزب السوري القومي الاجتماعي، حسام العسراوي أن «آفة المخدّرات التي تصيب قرى الجبل، تطاول كل الناس دون استثناء»، وشدّد على ضرورة التأهب لمواجهتها عبر التوعية.
أحد المراجع الروحيّين في طائفة الموحّدين الدروز، أكد لـ«الأخبار» أن «الموضوع خطر جداً، والظاهرة تتفشى تفشّياً سريعاً بين الأجيال الصاعدة»، ولفت إلى أن المراجع الروحية تعمل على التحذير منها في كل الأوساط. كما لفت المرجع إلى التراخي القائم من جانب الأهل والمدارس والجامعات، وخصوصاً في أماكن اللهو والسهر. ويضيف «نشدّد شرعاً على حرمة، ليس التعاطي فقط، بل حرمة التعاطي والمتاجرة وسوق هذه المواد»، وذهب المرجع إلى أبعد من ذلك بتحريمه «التكتّم على كل المعلومات التي تفيد في خدمة مواجهة الظاهرة، وبخطيئة من لا يبلغ عنها المراجع المختصة».
يشار إلى أنه تردّد في الأيام الأخيرة أن القوى الأمنية أوقفت عدداً من المشتبه فيهم بترويج المخدرات وتعاطيها في قضاءي عاليه والشوف، لكن المتابع لملف المعالجة يرى أنها لا تزال قاصرة، فرغم بدء الحملة الأمنية منذ أسبوعين، لا يزال الشبان يتعاطون على الطرقات.