زحلة ــ نقولا أبورجيلي«هذه ليست مزحة بل حقيقة»، تقول السيدة كارين، قبل أن تروي ما دار في الاجتماع الفصلي الذي دعت إليه إدارة المدرسة الخاصة، التي ترتادها ابنتاها في مدينة زحلة. هناك، تحدثت المرشدة الاجتماعية المكلّفة بالإشراف على أوضاع صفوف مرحلتي الروضة والابتدائي، عن عثورها في «شنطة» كتب إحدى تلميذات صف الروضة الثانية، على جهاز خلوي ظنت في بادئ الأمر أنه مجرد لعبة للتسلية، ليتبيّن لها عند تفحّصه أنه هاتف حقيقي. «ماما وبابا عطيوني اياه لأحكي معهم بساعة الفرصة»، قالت الطفلة. فور تبلّغ الإدارة الأمر، أجرت المسؤولة اتصالاً هاتفياً بوالدة الطفلة، التي برّرت ذلك بأنها تريد الاطمئنان إلى طفلتها طيلة اليوم، علماً أنها لا تعاني أية مشاكل صحية أو نفسيّة تستدعي ذلك. عندها دار نقاش حاد بين الطرفين لم يخلُ من العتب، أفضت نتيجته إلى اقتناع متلقّية الاتصال بضرورة عدم تكرار ذلك حفاظاً على قوانين المدرسة، وتداركاً لتعميم مأمور مستغربة ومستجدّة كهذه في الصروح التعليمية، وعلى وجه الخصوص، الصفوف التمهيدية والابتدائية.
يتحدث عدد من الأهالي عن حصول حالات مماثلة في أكثر من مدرسة رسميّة وخاصة، وقد بدأت إدارات هذه المؤسسات تدق ناقوس الخطر لتفادي الأسوأ، وهي في صدد درس خطوات وإجراءات صارمة للحد من تفشي ظاهرة إدخال الهواتف الخلوية الى قاعات التدريس في جميع المراحل التعليمية، ولا سيما التمهيدي والابتدائي. خطوات لن تجدي نفعاً من دون تعاون الأهالي.