لم يُكتب للصوت المصري الرافض لبناء الجدار الفولاذي بين مصر وغزة الاستمرار طويلاً. فجأةً، من دون سابق إنذار، أغلقت إدارة موقع الفايسبوك مجموعة «مصريون ضد نكبة الجدار الفولاذي». بعدما وجد أكثر من خمسة آلاف مصري وعربي متنفّساً يعلنون فيه رفضهم للجدار، انتهى كل شيء بكبسة زر من إدارة فايسبوك، التي أكّد أعضاء مصريون أنها لم تعطِ تبريراً لقرارها، علماً أن من هؤلاء الأعضاء من فتح صفحة جديدة على الموقع ذاته، حملت العنوان القديم، وصل عدد أعضائها إلى 800 عضواً حتى الآن، وضمّت مشاهد من فيديو تركي، يظهر فيه شباب فلسطينيون ينتفضون بالحجارة على جنود الاحتلال، كما يعتليه تعليق لأحد المصريين، الذي أسف لأن «أفعال حكومة مصر كرّهت الآخرين بالشعب المصري».وفي محاولة أخرى، لكسر كواتم الصوت، كوّن مصريون آخرون مجموعة مشابهة، حملت عنواناً آخر: «مصريون ضد نكبة الجدار الفولاذيّ وضد الصهاينة ووكلائهم» وللمرة الثانية، أغلق الفايسبوك المجموعة، بعدما تخطّى عدد المشتركين فيها ألفي مشترك. وفي سياق عمليات الكر والفر المتواصلة بين الناشطين المصريين المعارضين للجدار والفايسبوك، دعا مؤسسو المجموعة إلى انضمام مليون عضو إلى الحملة، لتعديل اسمها إلى «حملة المليون ضد جدار العار».وفي الحديث عن العار، يُذكر أن انضمام أحد المواطنين الجزائريين إلى المجموعة أحدث حرباً داخلية جديدة. فبدل أن توحّد قضية الجدار المشتركين، استفزّ المواطن الجزائري بعض المصريين باتهامه مصر بالخيانة، ما استدعى من بعض المصريين الرد عليه بقسوة، واتهام الجزائر «بالكلام فقط». مجدداً، تحول الأمر إلى عراك عربي ـــــ عربي، لم يكن في حسابات الفايسبوك، الذي يواصل رصد وإغلاق أيّ مجموعة مصرية، ترفض الفصل بين مصر وغزّة.