طرابلس ــ عبد الكافي الصمد«حجاب غوى» قصة لم تنتهِ فصولها بعد، إنها قصة التلميذة التي تعرضت لمضايقات من أستاذها في مدرسة المحامي حنا الخوري جرجس الشالوحي الرسمية، في بلدة دار بعشتار ـــــ الكورة، وقد رفع ذووها دعوى أمام القضاء ضد الأستاذ ومدير المدرسة. الدعوى ما زالت مستمرة، وفي انتظار النطق بالحكم، اختار أحمد البعريني، والد غوى «أفضل الحلول لإراحة رأسه». حزم الأب أمتعته ورحل مع عائلته إلى بلدة العبدة ـــــ عكار، بعدما أمضى في دار بعشتار نحو 22 عاماً، يعمل في أرضها مزارعاً بالأجرة.
خطوة البعريني جاءت بعدما أيقن أن الإجراءات التأديبية التي انتظر أن تتخذها وزارة التربية بحق المدير والأستاذ تحتاج إلى وقت، وذلك بسبب الروتين الإداري، فضلاً عن دخول القضية دائرة التجاذبات السياسية والطائفية.
كان البعريني قد رفض زيارة المدرسة للقاء وفد من هيئة التفتيش المركزي، جاء إليها إثر انتهاء عطلة رأس السنة من أجل تقصي الأمر، وإعداد تقرير عمّا حصل.

تحركات ودعم...


يجري التشاور مع عدد من الجهات والمشايخ لتنظيم لقاء تضامني مع غوى
أوضح مسؤول المكتب الطلابي للجماعة الإسلامية ـــــ رابطة الطلاب المسلمين في الشمال إيهاب نافع، وهو الجهة التي تتابع القضية منذ حدوثها، أن مكتب وزير التربية حسن منيمنة اتصل به وأخبره أن الوزير «سيتّخذ إجراءات إدارية بحق المدير والأستاذ، لكن المسألة ستأخذ وقتها».
كشف نافع لـ«الأخبار» أنه «يجري التشاور مع عدد من الجهات والمشايخ من أجل تنظيم لقاء تضامني قريب مع غوى، لأن ما جرى معها غير مقبول».
كانت قضية غوى قد بدأت تكبر دائرة تداعياتها. بعدما تناولها بعض خطباء الجمعة في مساجد طرابلس شجباً ورفضاً، ونفّذت الهيئة النسائية التابعة لدار الفتوى في طرابلس والشمال، ومعلمات مادة التربية الإسلامية، اعتصاماً في مبنى دار الفتوى نهاية الأسبوع الماضي، استنكاراً للحادثة.

تفاصيل الدعوى

يُذكر أن الدعوى القضائية التي رفعها ذوو غوى، جاءت في 7 صفحات مكتوبة بخط اليد، ذكرت أن مدير المدرسة ش.ع. «استخدم عبارات شائنة بحق التلميذة»، وأنه حاول بتاريخ 16/12/2009 «نزع الحجاب عن رأسها، حتى إذا ما حاولت ثنيه عن هذا الأمر لم يتوانَ عن استعمال العنف بحقها»، وأنه أبلغ والد الفتاة، الذي راجعه في الأمر، أنه «لا يقبل التحاقها بالصف وهي على تلك الحال من ارتداء الحجاب».
وأشارت الدعوى إلى أنه بتاريخ 23/12/2009 عمد المدير إلى «إخراج رفيقتها (رفيقة البعريني) والأستاذ ش.ع. من الصف، وحاول إقفال الباب، حتى إذا ما حاولت ثنيه عن تحقيق هذه الغاية، لم يجد حرجاً في دفعها إلى الوراء لتقع على المدفأة المشتعلة، وضربها بطاولة الدراسة، ونادى الخادمة لإقفال الباب بالمفتاح، على نحو ما حصل فعلاً، ووضع الجنازير عليه لحبسها فيه، وهدّدها بالقتل، فما كان منها إلا أن حاولت الهرب بالقفز من شباك الصف، لكنّ إحدى المدرّسات عملت على
إنقاذها».