رنا حايكالعالم يغرق. على مشارف قمة المناخ، يتحدث الشباب اللبناني بحماسة عن ضرورة التحرك. العالم يغرق. في هوليوود، يحاول أحد المخرجين تصوّر السيناريو الكارثي. يستوحي من التراث الديني سفينة تشبه تلك التي جمع فيها نوح أزواجاً من الإنسان والنبات والحيوان لإعادة إحياء الكوكب. في فيلم 2012، الذي يعرض حالياً في الصالات، يبحث الملتزم إدارة الكارثة عن العناصر الأفضل الذين يستحقون الإنقاذ لبدء حياة جديدة. أو هكذا يشاع... إلى أن تكتشف البطلة أنه قد استثنى الأفضل لمصلحة «من يدفع أكثر» في مشهد تركّز فيه الكاميرا على زوجة منقبة لرجل يرتدي اللباس العربي التقليدي. هكذا إذاً... إذا ما غرق العالم، لا دور لنا في إعادة بنائه بل يستحسن استبعادنا أصلاً من عملية البناء، لعل الحياة تصبح أحلى.
لماذا إذاً بذل كل هذا المجهود في توعية الشباب العربي ما دام لا يقدّم أي إضافة للبشرية؟ لماذا إذا تموّل المؤسسات الغربية، وبعضها حكومي، كل تلك الجمعيات العربية بأموال حددت أجندتها لهذا العام وركزتها على قضية تغيّر المناخ المطلبية؟ إذا كان العالم في غنى عن حناجرنا، فلم لا نعيد توظيف أصواتنا للمناداة بهموم أكثر محلية؟