مخيم نهر البارد ــ عبد الكافي الصمدعناصر الجيش اللبناني الموجودون عملوا منذ دخولهم إلى المخيم على نقل بقايا الجثث إلى المستشفى الحكومي في طرابلس، لإجراء الفحوص اللازمة عليها، وللتأكّد من هوية أصحابها.
لا تُعرف هويات أصحاب الجثث التي عُثر عليها أمس، إذ لم يعثر على أوراق رسمية إلى جانبها. يُذكر أن بقايا الجثث تقع في منطقة موجودة ضمن نطاق الرزمة الثانية، من مشروع إعادة إعمار المخيم، وهي المنطقة التي لم يُجرف الركام عنها، وتُرفع الأنقاض منها، فهي من أكثر المناطق التي زرعها مسلحو التنظيم بالألغام والعبوات الناسفة.
وقد عُثر في السابق على جثث عائدة إلى مسلحين من فتح الإسلام وُجدت تحت أنقاض المخيم منذ بداية جرفه، بعد الدمار الكبير الذي لحق به، وكان يُعثَر على هذه الجثث فُرادى، لكنها المرة الأولى التي يُعثر فيها على أربع جثث دفعة واحدة، ومن غير المعروف إذا كان سيُعثر لاحقاً على جثث أخرى، لأن أعمال الجرف في هذه المنطقة (يبلغ طولها 200 متر تقريباً، وكذلك عرضها) لم تنتهِ بعد. حي جاحولة كان مسرحاً لأعنف المعارك بين الجيش والمسلحين، إذ يقع بين مبنى التعاونية، الذي ذاع صيته أيام الأحداث شرقاً، وحي الدامون ومدارس الأونروا عند شاطىء البحر غرباً، في محاذاة مسجد الشيخ علي.
ما هو سبب وجود عدد كبير من الألغام في هذه المنطقة؟ ولماذا تُكتشف الجثث؟ المعلومات التي استقتها «الأخبار» تلفت إلى أن مسلحي فتح الإسلام اتخذوا من المنطقة، في الأيام الأخيرة من المعارك حينذاك، مقراً رئيسياً لهم، بعد انكفائهم التدريجي إلى داخل أحياء المخيم القديم، وتحصّنهم فيها، لكن من غير أن يجري التأكيد إن كانت الجثث الموجودة قد دُفنت دفناً طبيعياً في قبور أُعدّت على عجل، أم أن أصحابها قُتلوا في المعارك، ودُفنوا تحت أنقاض المباني المتهالكة.
بسبب الطبيعة المعقّدة والصعبة للمنطقة، اضطرت شركة «الجهاد» إلى الانتقال للعمل في الرزمة الثالثة من المخيم، لأن الرزمة الثانية التي عُثر فيها على الجثث لا تزال أعمال رفع الركام والأنقاض مستمرة فيها، بالتوازي مع استمرار مؤسسة «هانديكاب إنترناشيونال» المتخصصة في الكشف على الألغام، ونزعها في العمل ضمنها.