الريحان ــ كامل جابرليست المرة الأولى التي تفتك فيها الجرافات والآليات بأحراج الصنوبر في محلة خلة خازم عند التخوم الشرقية لبلدة الريحان. فمواقع «الخلة» تحولت منذ ما بعد التحرير، في عام 2000، إلى مرامل أسهمت في تشويه البنية الطبيعية والبيئية. وكان الحفر واستخراج الرمول يجري وفق قرارات استنسابية من محافظ الجنوب وقائمقام جزين و«معية» قوى الأمن الداخلي، تبيح الحفر أو توقفه. وكانت بلدية الريحان قد قدمت العديد من الشكاوى والاعتراضات إلى المراجع المعنية ووزارتي البيئة والداخلية. بيد أن البلدية الحالية في الريحان تتعاطى مع الأمر، كأنّ شيئاً لا يجري.
وفيما يحمّل القاطنون من أبناء الريحان المسؤولية لبلديتهم، حاولت «الأخبار» الاتصال برئيس بلدية الريحان، المهندس فيصل زين، من دون أن توفّق، فتحدثت إلى الرئيس السابق للبلدية، عضو المجلس البلدي الحالي، محمد حمزة فقيه، الذي أوضح أن ثمة «شيئاً مخيفاً يجري في خلة خازم التي تتبع عقارياً لبلدة الريحان، وجميع الناس صامتون ساكتون. نصرخ ونحكي في البلدية، ودعونا الأعضاء للاتصال بوزارة الداخلية والبلديات، أو حتى بوزارة البيئة، غير أن الأكثرية لا تريد أن تحرك ساكناً».
ويشير فقيه إلى أن «رئيس البلدية، فيصل زين، حمل منذ مدة رخصة إلى البلدية من أصحاب المرملة وطرحها في إحدى الجلسات، وكنت أنا من المعترضين عليها، وكذلك بعض الأعضاء. وتقرر تأليف لجنة لمتابعة هذا الأمر، وجرى تمييع أمر اللجنة. وها هي المجزرة البيئية ترتكب في الريحان، كأن البلدية غير موجودة وكذلك المخفر، ونحن في الوقت عينه لا يمكننا الوصول إلى الخلة».
تترافق ورش الحفر مع أعمال تفجير بالديناميت، ليلاً ونهاراً، ويتردد في البلدة أن بعض الآليات تحفر أنفاقاً تُفَخَّخ بالديناميت وتفجر، ما يحدث انهيارات تتكون من خلالها كميات كبيرة من الرمول، كما يقول أحد أبناء البلدة، وهو عضو سابق في البلدية.
يقول فقيه: «لقد دوّى منذ نحو شهر انفجار كبير في الخلّة، ربما أدى إلى انهيار إحدى التلال، وتصدع بعض المنازل في البلدة. وقد غرق أحد البيوت بالمياه نتيجة التصدع، وتقدم صاحبه بشكوى لدى مخفر الريحان، ثم عاد وتراجع ربما نتيجة ضغوط مورست عليه».