صيدا ــ الأخباركانت «مولّعة»، أول من أمس، في المطعم الصيداوي عند شاطئ البحر. أجساد تتمايل على وقع موسيقى غريبة لا نسمعها دائماً في المدينة. استغرب مَن مرّ مِن أمام المكان هذه الأصوات، ولكنّهم سرعان ما عرفوا أنها حفلة للجاليتين الإثيوبية والسودانية في لبنان. هذا ما دلّت عليه لغة الجاليتين: اللغة الأمهريّة. أول من أمس عند الشاطئ، كان الإثيوبيون والسودانيون على موعد مع الرقص والغناء. اختاروا لحفلهم شعار «أنا اليوم خارج الخدمة، هذا يومي لكي أرقص وأغني». هكذا، ألهب الفنان الإثيوبي أحمد شومي الأجواء، على وقع أغنية «حبيبتي الضائعة». هذه المرّة، تمايلت أجساد الإثيوبيات رقصاً وفرحاً، بعد انحباسها في روتين التنظيف و«التعزيل» في منازل المخدومين. رقصن واستمتعن بأغاني الحب على مدى خمس ساعات. فيما اقتصر الحضور السوداني على الذكور، ما خلا «كام صبية». واللافت أن الحفل شهد نوعاً من «التبادل الفنيّ" بين الجاليتين، فغنى الإثيوبيون أغانيَ سودانية، فيما غنى السودانيون أغانيَ إثيوبية. التبادل توسّع لاحقاً، ليتوّج بمشروع زواج بين محمد السوداني وجيجي الإثيوبية، التي أعجبته من النظرة الأولى. عبّر محمد عن إعجابه بفتاته على «المايكروفون». يقول لـ«الأخبار»: «أعجبتني، وهي ترقص، عبّرت عن مشاعري فوافقت مبدئياً، على أن نتصادق ويدرس بعضنا أخلاق بعض».
الصبايا بدَوْنَ، وخصوصاً الإثيوبيات، كمن يشاركن في حفل لعرض الأزياء. كنّ أنيقات بطريقة لافتة. هذا ما لاحظه الشباب وهذا ما أردنه هنّ. وهنا، تقول موها كلومون «شوفوا كم نحن جميلات خارج العمل». وتعلّق ساخرة «نحن كمان حلوين، مش بس البنت اللبنانية حلوي، بس بالشغل ما بتشوفونا حلوين». تقول هذا الكلام، ثم تتقدم باتجاه المسرح لترقص على أنغام أغنية «قبّلني أكثر». تترجم كلومون كلمات الأغنية بلغة عربية مكسّرة، وتقول «صبرت وانتظرت يا ريت حبي يستمر معك ولآخر يوم بحياتي،

بكت وركو عندما سمعت «بوس الواوا» لأنها ذكّرتها ببلادها!
وبحبك حبيبي كتير». أما الإثيوبية راحيل وركو، فقالت «جئت لكي أرقص وأفرح وأغنّي، ومش بس بلبنان بيرقصوا، كمان نحن منرقص ومنغنّي، وأنا اليوم مبسوطة كتير كتير. من سنتين ما رقصت وغنيت ونسيت تعب الشغل والمدام». لكن، رغم فرحها، بكت وركو عندما سمعت أغنية.. «بوس الواوا» لهيفا وهبي، لأنها ذكّرتها لسبب غير مفهوم «ببلادي وأهلي وأحبائي»!
أمّا المهندس السوداني إبراهيم إسحاق، فيحبّ أغاني بلاده. كانت هذه هي المرة الأولى التي يرقص فيها إسحاق منذ قدومه إلى لبنان. لذلك رقص وغنّى حتى تعب. ويقول «لا بد لنا أن ننتزع الفرح، وأن نصنع الابتسامة». لم يكن الحفل مجّانياً، فالدخول إليه يستوجب الدفع. وهنا، يبرز الفارق بين الصبايا والشباب، فللصبايا سعر خاص، وأقل من سعر بطاقات الشباب. ويبرّر المشرف على الحفل، محمد مسار، ذلك بأن «رواتب الصبايا أقل من رواتب الرجال، لاختلاف طبيعة العمل». وأشار مسار إلى أن الهدف من الحفل هو «توثيق العلاقة بين الجاليتين، والتعارف، وللتخلص من ضغط العمل».