رامي زريقمن هم أطراف النزاع في مؤتمر المناخ في كوبنهاغن؟ هناك، من ناحية، الحكومات وممثليها، وهم الذين يحتلون الفنادق الفخمة في المدينة والصالات الواسعة التي تعقد فيها الجلسات والمنابر العالية حيث يؤدون أدوارهم، والأروقة الداخلية التي يعقدون فيها صفقاتهم الجانبية قبل وصول المايسترو الكبير، الذي يتوقع ظهوره اليوم. وهو صاحب المعجزات الذي نال جائزة نوبل للسلام تزامناً مع تثبيت احتلالات بلاده للعراق وأفغانستان، ودعمها غير المحدود للمحتل الصهيوني: الساحر باراك أوباما. فلنطلق على هؤلاء اسم «المشمولين». وهم، بحسب تعريف الفيلسوف سلافوي تشيتشك «من يملك صوتاً في القرار». والقرار هنا يتعلق بمصير الكوكب والبشرية، وخاصة الفقراء والمهمشين الذين يطلق عليهم تشيتشك اسم «المستثنون». أما الفريق الآخر، الممثل بأشخاص معظمهم موجود خارج المباني الرسمية، وينتمون للمجتمع المدني العالمي، فهم التائهون بين الشعوب والحكومات. أتوا إلى كوبنهاغن ليمارسوا حقهم بالضغط على «المشمولين». سلاحهم سلمي: التهريج، مكبرات الصوت، البيانات الموقعة، والمدونات الإلكترونية. يرفعون عالياً مطلبهم «نريد صفقة». فالجميع في عاصمة المناخ يريد صفقة. البلدان الغنية تريد صفقة تحافظ على تفوّقها الاقتصادي والتكنولوجي. البلدان الفقيرة، تريد صفقة تسمح لها بأن تصبح بلاداً غنية، حتى ولو كان ذلك على حساب مواردها الطبيعية والبشرية. الشركات الكبرى التي تربطها بالحكومات مصالح تتعدّى الحدود والجنسيات، تريد صفقة تسمح لها بالاستفادة من مليارات الإتجار الافتراضي بالكاريون بين البلدان الغنية والفقيرة. أما بعض من في المجتمع المدني، فيريد صفقة تنقله من حالة الضياع إلى عالم «المشمولين».