أسامة العيسةوتحدث بطارسة عن تحسن القطاع السياحي، إلا أن ذلك يبقى أقل من العام الماضي 2008، إذ وصل إلى بيت لحم مليون وربع مليون سائح وحاج، ووصل هذا العام نحو 800 ألف، إلا أنهم في معظمهم لا يبيتون ولا يأكلون في المدينة، بسبب تحذيرات مكاتب السياحة الإسرائيلية التي تصوّر بيت لحم كمدينة غير آمنة. وفي الغالب لا يبقى السياح في المدينة سوى أقل من ساعتين، بسبب تحكم مكاتب السياحة الإسرائيلية في تحركهم.
بعض احتفالات سكان المدينة وضيوفهم تأخذ طابعاً شعبياً، فخلال الأيام الماضية قدمت جوقات فنية محلية فقرات على مسرح مكشوف نصب في ساحة المهد، والبعض الآخر من الاحتفالات يأتي كدعم وهبات من الدول الأوروبية. فإيطاليا كانت حاضرة بقوة هذه السنة في بيت لحم، حيث نظمت سهرات غنائية وأمسيات للموسيقى الكلاسيكية ومهرجان للحرف والفنون التقليدية استمر أياماً عدة.
أما شجرة الميلاد فقد أخذت هذا العام طابعاً خاصاً، بصبغة وطنية، وأولت الجهات الرسمية والشعبية اهتماماً بالشجرة باعتبارها رمزاً وطنياً، وأضيء أكثر من شجرة ضمن احتفالات صاخبة، حضرها رئيس الوزراء الفلسطيني.
وهذا الزخم الذي اُعطي لشجرة الميلاد، توسّع إلى معانٍ أخرى، إذ أضيئت شجرة ميلاد باسم (شجرة ميلاد الحرية لعمداء الأسرى في سجون الاحتلال).
ورافق الاحتفال بإضاءة أشجار الميلاد الفلسطينية، إظهار رمز آخر، هو اللباس الفلسطيني التقليدي، فقد قدّمت عارضات محليات، خلال الاحتفال بإضاءة الأشجار، عرضاً ارتدين فيه الزي التقليدي المميز لنساء بيت لحم، بإشراف الباحثة التراثية مها السقا، التي قالت لـ«الأخبار»: «لكي نحافظ على تراثنا يجب أن ندخله حيز الممارسة، وإن الثوب الفلسطيني وشجرة الميلاد متلازمان في أعيادنا التي تأخذ طابعاً وطنياً».
وتحتفل بيت لحم بأعياد الميلاد ثلاث مرات في العام، وفقاً للتقاويم الغربية والشرقية والأرمنية، وتسير مواكب البطاركة من القدس إليها، في تقليد يعود إلى قرون عدة.
وينظر كثيرون إلى عيد الميلاد وشجرته على أنهما استمرار لتقاليد الأعياد التي اعتاد الفلسطينيون القدماء الاحتفال بها. فعيد الميلاد وفقاً للتقويم الغربي يوافق الانقلاب الشتوي، وهو جزء من التقويم السنوي للفلاح الفلسطيني الذي يعتبر عيد الميلاد بداية ما يسمّيها (الأربعينية) وهي أشد 40 يوماً برودة ومطراً في الشتاء.