نهر البارد ــ الأخبارعكست الزيارة الخاطفة للمدير العام لوكالة الأونروا في لبنان، سلفاتوري لومباردو، أمس، إلى مخيم نهر البارد، والتقاؤه ممثلي الفصائل واللجان الشعبية الفلسطينية في الشمال، أجواءً غير مريحة عند أهالي المخيم، الذين رأوا فيها “إشارة إلى أن حلم إعادة إعمار مخيمنا يبتعد يوماً إثر آخر”، على حد تعبير أحد نازحيه.
لومباردو الذي زار المخيم، والتقى الوفد الفلسطيني لمدة ساعتين، بناءً على موعد مسبّق، عقد اجتماعه معه في مكتب مدير المخيم خالد الحاج، بحضور مسؤول الطوارئ في الأونروا بالشمال محمد عبد العال، لكنه لم يقم بجولة تفقّدية، كان من المتوقع أن تكون محرجة، للقاء الأهالي، وتفقّد أحوالهم، والاستماع إلى معاناتهم بعد يومين من الأمطار، التي جعلت المخيم يغرق في مستنقع من الوحول، رادّاً السبب إلى وجود موعد لديه مع الرئيس فؤاد السنيورة “لأبحث معه موضوع إعادة إعمار المخيم”، حسب ما نقل عنه أحد أعضاء الوفد الفلسطيني.
لا قرار عند الحكومة أو الأونروا بمباشرة إعادة إعمار المخيم
مسؤول الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ـــــ القيادة العامة في الشمال، أبو عدنان عودة، لمس من كلام لومباردو أن “الأمور عادت إلى النقطة الصفر، وأن لا شيء جدياً بعد بخصوص إعادة إعمار المخيم، لأن القرار النهائي لمجلس شورى الدولة لم يصدر بعد، والحكومة لا تستطيع اتخاذ أيّ قرار دون الاستناد إلى قرار بهذا الخصوص من مجلس الشورى”.
ونقل عودة عن لومباردو ما مفاده أن “قرار إعادة إعمار المخيم سياسي بالدرجة الأولى، فهناك أطراف لبنانيون لا يمانعون في ذلك ويؤيدونه، وأطراف آخرون يعملون على تأخير إعمار المخيم وعرقلته بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، لأسباب ودوافع متفرقة”، مشيراً إلى أن “صراعاً سياسياً لبنانياً داخلياً يدور حول الموضوع”.
واستنتج عودة من لقاء لومباردو أن “لا قرار نهائياً بعد عند الحكومة، أو الأونروا بمباشرة إعادة إعمار المخيم، هناك عدم وضوح في الموضوع نتيجة التجاذبات اللبنانية الداخلية”.
وأوضح مسؤول الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين في الشمال، أركان بدر، أن لومباردو “وضعنا في صورة لقاءيه مع وزير الثقافة والمدير العام للآثار”، مشيراً إلى أن “تأخر انطلاق ورشة إعمار المخيم مجدّداً يعود إلى سببين: الأول أن المسح الجيوفيزيائي للآثار يحتاج إلى وقت لإنهائه، والثاني أن أعمال ردم المنطقة المحاذية لمنطقة الآثار وطمرها ضمن الرزمة الأولى من المخيم، لم تنجز بعد”.
وإذ حذّر بدر من أننا “وضعنا خطة تحرّك إذا استمرت المماطلة في الموضوع، لأن إعمار المخيم بات التزاماً لبنانياً ودولياً تجاه الفلسطينيّين”، طالب السنيورة “باتخاذ موقف صريح وعلني، وتحديد مهلة زمنية واضحة تترجم الوعود التي أعطاها، لطمأنة الأهالي وتبديد قلقهم”.