خالد صاغيةلا يزال الجدل مستمرّاً بين القوّات اللبنانيّة والتيّار الوطني الحرّ بشأن انتخابات الجامعة اليسوعيّة. الطرف الخاسر بينهما يرفض الاعتراف بالهزيمة. وثمّة شهيّة لدى الطرفين لابتلاع أصوات المستقلّين. فهؤلاء لا يراد النظر إليهم إلا على أنهم أقنعة للتيّارين السياسيّين المتنافسين. وهل يُعقَل أن يكون الطالب مستقلّاً في ظلّ وجود هذين الحزبين الفذّين، وخصوصاً أنّ كلاً منهما يرتكز على نظرة فلسفية مغرية لطلاب الجامعات؟
ما إن خصّصت «الأخبار» غلافها أمس لفوز القوّات في الانتخابات الجامعية، حتّى بدأت تنهال عليها الانتقادات. الغريب في الأمر أنّ غالبيّة هذه الانتقادات لم تركّز على النتيجة، ولم تجادل في ما إذا كانت القوّات قد فازت فعلاً أو لا. فالمضمر هو أنّه حتّى لو فازت القوّات في الانتخابات فعلاً، فإنّ جريدة «الأخبار» ينبغي ألا تُبرز الخبر. لماذا؟ لأنّها جريدة معارِضة!
هكذا، ببساطة، يصبح حتّى نشر الخبر ممنوعاً أو عرضة للرقابة الذاتية أو لرقابة الجمهور. إحدى القارئات بعثت برسالة إلكترونيّة تقول فيها: «هل تظنّ أنّّ من الصحّي أن تفوز القوات اللبنانية بانتخابات جامعيّة؟ هل تربّي أولادك على فلسفة الكراهية لمواطنيهم؟». وختمت بالقول إنّ عليّ أن أصحّح خطئي، وأن أتذكّر الماضي حتّى لا نقع في أخطائه مجدّداً، أي في الحرب الأهليّة.
بتُّ إذاً مسؤولاً عن إشعال حرب أهليّة ما إن نُشر خبر فوز القوّات في الجامعة اليسوعيّة على الصفحة الأولى. وبات عليّ أن أدافع عن نفسي فأقول مثلاً إنّي، واللّه، لو كنتُ طالباً في اليسوعيّة، لما انتخبت لوائح القوّات. وبات على العاملين في الصحف أن يذكّروا الناس بأنّهم صحافيّون يغطّون الأحداث ولا يصنعونها.
قارئ آخر اعترض قائلاً إنّ غلاف الجريدة مستفزّ لأنّ الطالبة القواتية التي ظهرت عليه بدت جميلة وفرحة. كأنّما المطلوب أن يلتقط مصوّر الجريدة صورة لقوّاتي حزين وهو يحتفل بعد صدور النتائج. أو كأنّ على الجريدة أن توحي أنّ الجمال يقتصر على طالبات التيار الوطني الحر. أمّا القوّاتيّون والقوّاتيّات، فينبغي تصويرهم دائماً كمتخرّجي ميليشيات لا وجه ولا قلب لهم. هكذا، على ما يبدو، يستقيم السلم الأهلي...
أيّها الطالب القوّاتي في اليسوعيّة، باسم الاختلاف السياسي الجذري بيني وبينك، أهنّئك بالفوز من كلّ قلبي.