بسام القنطار يسخر رئيس الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم، أحمد ناصر، لدى تلقّيه خبر وصول من يطلق عليه لقب “منتحل صفة” رئيس الجامعة الثقافية في العالم عيد الشدراوي، إلى بيروت قادماً من المكسيك.
وفي وقت كان الشدراوي فيه يصرّح من المطار، أمس، عن تأليف الحكومة، ويطالب بالجنسية والمشاركة في الانتخابات، كان ناصر يتحدث في حفل افتتاح المؤتمر الوطني الأول لـ“مواجهة الكوارث ـــــ نحو سياسة وطنية وقائية”، الذي نظّمته الجامعة بالتعاون مع اللجنة الوطنية لإدارة الكوارث التي يرأسها العميد الركن مارون خريش.
تعدّ لجنة الكوارث لمناورة تشارك فيها كلّ الإدارات والوزارات
وتعاني الجامعة الثقافية انقساماً سياسياً وطائفياً عزّزه صدور القرار 1559 واغتيال الرئيس رفيق الحريري. ولقد ألّف وزير الخارجية والمغتربين، فوزي صلوخ، لجنة رسمية لدرس أوضاع الجامعة الثقافية في العالم، ومحاولة توحيدها. ويتولى تنسيق أعمال هذه اللجنة السفير لطيف أبو الحسن، ويشارك في عضويتها مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الاغترابية السفير بهجت لحّود.
يرى ناصر أن هذا المؤتمر وسواه من الأنشطة التي تقوم بها الجامعة، هي الردّ الطبيعي على محاولة تصوير الوضع الحالي للجامعة على أنه انقسام. فالعمل من أجل النهوض بلبنان هو هدف الجامعة الثقافية، لا “تصدير البيانات الإعلامية بلغة طائفية تعزّز الانقسام السياسي”.
ويروي ناصر كيف أن الشدراوي “كان ناشطاً في الجامعة قبل أن ينتقل إلى الضفة الأخرى”. ويضيف “أنا حريص على وحدة الجامعة، لكنني لن أسلّم رئاستها إلّا إلى أيد أمينة تعمل لمصلحة كل اللبنانيين، ولا تطرح قضايا خلافية كادت تسبّب حرباً أهلية جديدة، انعكست شرارتها على كل المغتربين في العالم”. ونحن في النهاية “مؤسسة مدنية غير سياسية وغير عنصرية وغير دينية وغير استثمارية”.
ويهدف المؤتمر الذي عُقد في قاعة عدنان القصار للاقتصاد العربي في مبنى اتحاد الغرف التجارية العربية في بئر حسن، إلى البحث في سبل مواجهة الكوارث الطبيعيّة ومقاربة انعكاساتها، وإعداد استراتيجية وطنية لكيفية التعامل معها، وتفادي نتائجها السلبية.
المنسق العام للمؤتمر الدكتور رودولف القارح طالب بوجود إطار جامع موحّد، قادر على تأطير كل الفعاليات المؤهّلة مبدئياً لمواجهة الكوارث. بدوره عرض العميد الركن خريش المناورة الناجحة التي أجرتها اللجنة في صريفا لمحاكاة حدوث زلزال بقوة 6 درجات على مقياس ريختر، معلناً “قرب إقامة مناورة أوسع نطاقاً، وإشراك إدارات الدولة ووزارتها كلها”. ولكن ماذا عن مناورة لمحاكاة المخاطر الحربية العدوانية؟ سؤال لم يجب عنه المؤتمر إلا من باب القنابل العنقودية، التي نتجت من عدوان 2006، ولا تزال مقيمة في أرض لبنان.