زحلة ــ نقولا أبورجيلي لبّى نحو ألف شخص من أبناء مدينة زحلة والجوار، أمس، الدعوة التي وجّهتها فاعليات من مدينة زحلة، للاعتصام أمام سرايا زحلة، احتجاجاً على الاعتداءات التي يتعرض لها أبناء المدينة، من قبل عصابات سلب السيارات والخطف المسلّح. وشارك في الاعتصام عدد من نواب كتلة «زحلة بالقلب» الذين تكلّم باسمهم النائب جوزف المعلوف، مطالباً الحكومة الجديدة والقضاء «برفع الغطاء السياسي عن هذه العصابات، والتشدد بالأحكام والعقوبات بحقهم، لكون الأحكام المطبقّة غير كافية لردعهم»، ودعا المعلوف إلى زيادة عدد القوى الأمنية في المنطقة، لتتمكّن من تأمين الحماية المطلوبة. وألقى رئيس بلدية زحلة، أسعد زغيب، كلمةً، استهلها بالتأكيد أن هدف التجمّع هو رفض جرائم الخطف والسرقة فقط، مناشداً المسؤولين (وعلى وجه الخصوص وزير الداخلية زياد بارود)، بذل أقصى الجهود لوضع حدّ لمسلسل التعديات على الأملاك والكرامات، واتخاذ ما يلزم من إجراءات لردع السارقين وحماية السلم الأهلي، من خلال أخذ المبادرات ودعم القوى الأمنية لتتمكن من ملاحقة العصابات وإنزال أشد العقوبات بحقهم.

أصدر النائب نقولا فتوش بياناً استنكر فيه دعوات البعض إلى «الأمن الذاتي»

تظلّل المعتصمون بلافتات ملأت المكان، ورفعت على طول الطريق الرئيسية، كما حملت عبارات تستنكر ما يتعرض له «قضاء زحله عموماً والمدينة خصوصاً». وسبق احتشادهم اجتماع قبل ثلاثة أيام، في دار مطرانية سيدة النجاة، ضمّ أساقفة زحلة والبقاع ونواب القضاء، الذين أصدروا بياناً استنكروا فيه «الأعمال الإجرامية المتكررة». وبعدما «ثمّن المجتمعون جهود الوزارات المختصة التي أثبتت في الفترة الأخيرة قدرتها على كشف المجرمين واعتقالهم، طالبوا بضرورة الإسراع في ملاحقة واعتقال مرتكبي جريمة زحلة «التي سقط ضحيتها شهيدان في 20 نيسان من العام الفائت» (إشارة إلى مقتل نصري الماروني). وأتبع البيان بآخر صدر عن النائب نقولا فتوش، استنكر فيه موجة السرقات، متوقفاً عند البيان الملتبس الذي صدر من دون توقيع، باسم عدد من الفاعليات الزحليّة، من دون تحديد الأسماء أو المرجعية الأساسية التي تقف وراءه. وقد أثار هذا البيان استهجان أهالي زحلة وتساؤلاتهم، وبخاصة ما جاء في مقطعه الأخير: «كي لا يقوم الزحليون بأخذ حقهم بأيديهم، مع ما يعنيه ذلك من العودة الى الأمن الذاتي بكل أضراره على المجتمع». ورأى فتوش في بيانه، أن هذا الكلام هو عودة الى لغة الحرب التي نبذها أهالي زحلة، الذين يرفضون بدورهم كل الجرائم المشينة.
وعلمت «الأخبار» من مسؤول أمني، أن عدداً من المواطنين كان قد تلقوا صباح أمس، رسائل عبر أجهزتهم النقالة، تحضّهم على عدم المشاركة في الاعتصام.