الدوحة ــ فاتن الحاج«تغطي كلفة إرسال جندي واحد إلى الحرب بناء 20 مدرسة في أفغانستان»، بهذه المعلومة الواضحة وضوح الأرقام، بدأ وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون الاتصالات والإعلام، كيوتاكا أكاساكا، النقاش بشأن التعليم كأولوية في أماكن النزاعات. وفي هذا الإطار، تعتزم قطر العام المقبل إنشاء منظمة غير حكومية لتحفيز التعليم في هذه المناطق.
وكان «مؤتمر القمة العالمي للابتكار في التعليم» قد واصل أعماله أمس في العاصمة القطرية، حيث أكد أكاساكا في الجلسة الأولى أنّ التطور العقلي بدون تطور أخلاقي يؤدي بالبشرية إلى الأزمات، مشيراً إلى أنّ التعليم هو بداية التنمية ولا يأتي بعدها. ومع أنّ بلوغ التعليم ليس محقّقاً في كثير من بلدان النزاعات، فإنّ رئيسة جامعة قطر، الشيخة موزة المسند، رأت أنّ المطلوب الانتقال من الحديث عن الوصول إلى التعليم إلى نوعية هذا التعليم وإصلاحه. وأكدت ضرورة غرس قيم السلام في نفوس أطفالنا. ورداً على سؤال لجمعية «سايف ذا تشلدرن» عن وجود مليون طفل خارج المدارس في أفغانستان، قالت المسند إنّ مؤسستها أطلقت مبادرة حماية المدارس خلال الحروب شملت العراق، ويمكن أن تكون أفغانستان البلد التالي. أما غيرهارد شرودر، المستشار الألماني السابق، فشدد على أهمية تأكد الحكومات من وصول كل شاب إلى حقّه بالتعليم الجيّد وفق رؤية دولية تتبلور بفعل التواصل بين النظم التربوية والتعليمية في العالم.
هكذا، خصصت في اليوم الثاني للمؤتمر ورشة عمل عن التعليم في مناطق الأزمات، أدارها رامو داموداران، نائب مدير شعبة التوعية التابعة لإدارة شؤون الإعلام في منظمة الأمم المتحدة، وتحدث فيها سلطان بركات، مدير وحدة الإعمار والتنمية بعد فترات الحرب، فأشار إلى أنّ البرامج العالمية المخصصة للتعليم والتنمية البشرية مهددة بعدم التطبيق ما دام هناك ملايين البشر يعيشون في فقر مدقع. لذا، دعا إلى تأسيس صندوق ائتماني إقليمي ودولي يتوافر فيه كل ما يلزم لمراحل النزاع وما بعد النزاع. أما سفير الولايات المتحدة الأميركية في قطر، كينتون كيث، فرأى أنّ مسؤولية بناء الفرد في المجتمعات تتطلب تعزيز المعرفة والقدرة على فهم الثقافات الأخرى.