صور ـــ آمال خليلتوحي الأجواء الشعبية والرسمية في مدينة صور بأن تداعيات إلغاء المهرجان الفولكلوري البرازيلي لن تنتهي عمّا قريب. فالسامبا البرازيلية التي ضغط بعض رجال الدين لمنع عرضها، وخضوع منظمي المهرجان للضغوط، جعل منها الكثيرون الحجر الأساس لبدء الحملات الانتخابية للانتخابات البلدية المقبلة بين الفرقاء في المدينة. جميع العناصر الصورية تشترك في القضية التي تجاوزت السامبا وملابس راقصيها إلى ما وصفه عضو بلدي في بلدية صور رفض الكشف عن اسمه، «بتصفية حسابات مع البلدية أو (حركشة) ومحاولة لتأليب الناس عليها قبل الانتخابات البلدية لمصلحة أحزاب وأطراف أخرى عبر هذه الأساليب الملتوية التي تقف وراءها أطراف أخرى غير تلك التي هددت وتوعدت وتحدثت لوسائل الإعلام». وفي محاولة لتطويق الجدل الذي رافق الدعوة لإلغاء العرض، ومواجهة «الحملات المنظمة التي تُشن على بلدية صور من باب السامبا» بحسب العضو ذاته، أصدرت البلدية بياناً وضّحت فيه ملابسات «الحادث» ونفت كل الاتهامات ضدها بالإساءة إلى عادات المجتمع الصوري عبر سماحها بتنظيم هكذا.
الهدف محاولة تأليب الناس على البلدية قبل الانتخابات البلدية المقبلة
وبحسب البيان، فإن العرض «جزء من مهرجان الفولكلور البرازيلي الذي أُقيم في مدن لبنانية عدة برعاية وزارتي الثقافة والسياحة اللبنانيتين والسفارة البرازيلية في لبنان في إطار تعزيز الصداقة اللبنانية البرازيلية. لكن البلدية اشترطت على المنظمين مراعاة ضوابط وخصوصيات عدة بمدينة صور قبل العرض وخلاله، منها رفض عرض السامبا التقليدي وعرض رقصات شعبية بلباس محتشم وتأكيد الهوية الثقافية للعرض، وهو ما جرى التوافق عليه. من هنا، فإن ما من شيء كان إباحياً أو يتعرض للقيم الأخلاقية والدينية كما روج البعض. ولأننا حرصاء على المدينة ووحدتها وهويتها، وبتوجيه من مفتي صور الشيخ حسن عبد الله قررنا إلغاء الحفل». وكان لقاء علماء صور برئاسة الشيخ علي ياسين مع خمسين رجل دين عقدوا مؤتمراً صحافياً قبل العرض قد رفض إقامة «العرض الراقص الإباحي في صور لما يسببه من فساد للأخلاق».
الصوريون من جهتهم انقسموا حول الأمر بين مؤيد ومعارض. المعارضون تخوفوا من تحويل صور تدريجاً إلى «قندهار بخلاف تركيبتها وتاريخها وتراثها». هؤلاء رأوا أن ما حدث يمثّل «اعتداءً على حرية التعبير والتنوع الذي تمتاز به المدينة، وخصوصاً بعد امتثال البلدية للضغوط التي جاءت من طرف واحد لأسباب خفيّة».
إشارة إلى أن بلدية صور محسوبة سياسياً على حركة أمل. ويرى البعض أن هذا الانتماء هو السبب الرئيسي في انفتاح المدينة المتنوعة دينياً أو «السماح لها بالانفتاح ومسايرة مئات الأجانب الذين يقيمون فيها، فضلاً عن آلاف السياح» بحسب العضو البلدي نفسه.