حسين فران«أنا بس زمّر بكون عم سب للنّاس». هذا هو تعريفي للتزمير «عالطالع والنازل» بالسيّارة، لذلك من النادر أن أستخدم الزمور. إلا أنني من القلائل الذين يلتزمون بذلك. ففي العاصمة بيروت، تتفشى ظاهرة التزمير العنيفة تفشياً هستيرياً وكثيفاً لا يسلم منها أيّ شخص، إن كان من المارّة، أو من الموظفين الجالسين في مكاتبهم، أو أولئك الذين يحاولون سدى أخذ قيلولة في منازلهم. والناس المعروفون بزماميرهم المزعجة هم بالأخص سائقو النقل المشترك وسائقو السيّارات والفانات العموميّة، يليهم أصحاب السيّارات الخصوصيّة، وطبعاً لا يمكن إغفال الفئة الأخطر: السيارات الحكومية.
فعادةً، يسبب سائقو هذا النوع من السيارات ذات النمرة الجذابة إزعاجاً لا يطاق حين يطلقون العنان لزماميرهم المجنونة، ما يربك السائق في السيّارة الأماميّة ويدفعه إلى الهرب من رشق زماميرهم عبر الانعطاف بطريقة هوجاء، ما يؤدي لوقوع كارثة.
ومن يعتبر المسؤول عن الحادث؟ بالتأكيد صاحب السيّارة المدنية. فبعض رجال الأمن ومرافقي الشخصيات الرسمية من اللبنانيّين الذين يقودون سيّارات مرؤوسيهم يعتقدون أنّ الحصانة من حقّهم أيضاً ولا تستثني اعتبارات السلامة العامة، كما أنّهم لا يفكّرون بالمشاة على الطريق حين يضعون أيديهم على زماميرهم دون توقّف. أمّا أصحاب السيّارات العموميّة والفانات، فلا يسلم من زماميرهم أي شخص يمشي على الرصيف، لأنه يمثّل هدفاً استراتيجياً، أي زبوناً محتملاً. أهلا بكم في لبنان...