سمير يوسفلا أريد من هذا السرد أن أغوص في نقاشات مطولة، إلاّ أنّي لسبب غريب أستذكر أديان «الآيكونوكلاسم» التي لا تعتمد الصورة كوجهة (أقصد هنا الأيقونة بالتحديد) أو كمُجسّد للعبادة. تذكرت كيف لامست وجهك وأنا مخدوع ببصري وبتكنولوجيا العصر. تذكرت أنّ تاريخ وجهك علق في الصورة وأنّي ألاعب الطاولة بضعف. في هذه الصورة أمامي شوائب منّي أستذكرها وتجاعيد بنيتها على جلدك النضر أعتذر عنها. أمر فاشل أن أنتقل في نصّي من سرد إلى نثر وأتحف القارئ بـ«تحليل» وأعود إليك. لكن هذا لا يهمّ ما دام البشر يعبدون الصورة. أنا منهم طبعاً. تذكرت كيف ألامس شيئاً غير موجود أمامي. أسلمتُ أنّ الـ«آيكونوكلاسم» بعيدٌ عنيّ وأنيّ أعبد نفايات الكوكب لا أيقوناته.
لماذا؟
لأنّ أيقونة المسيحيين دفنت يوم صنعت ولا أعرف إذا كان هناك مشاريع لتطويرها. لأنّ آيكونوكلاسم الإسلام في جوهره لا يجاري الصورة. الصورة اليوم هي الربّ الأوحد مهما كانت قيمتها، وهي ليست أغلى من النفايات. هلمّ لأعبدك يا أيها الإله المزيّف، أنت لست سوى باقي الآلهة.