نفّذت جمعيّة «عين»، بالتعاون مع 400 شاب وشابة من الجنوب، مشروع «جداريات للتغيير» في قرى المنطقة لتجميلها وإعطاء فرصة للشباب للتعبير عن أنفسهم
بنت جبيل ــ داني الأمين
استطاع مشروع «جداريّات للتغيير» تخطي كلّ المعوقات وجمع أكثر من 400 شاب وشابة من مناطق الجنوب ليزينوا قراهم برسومات تعبر عن أفكارهم. وشارك من بنت جبيل حوالى 35 من شبابها إلى جانب طلاب من اختصاص التربية الحضانية في مدرسة بنت جبيل الفنيّة. وزيّن هؤلاء بعض جدران مدينتهم برسومهم الجميلة. ونظم المشروع جمعية شبكة المبادرات البديلة «عين» بالتعاون مع عدد من الرسّامين المحترفين ومجموعة شباب في بلدات بنت جبيل وعلما الشعب والقرى المحيطة بهما.
تقول منسّقة النشاط في بنت جبيل، ريما بزّي، إنّ هذا العمل جعل من الجداريّات المرسومة وسيلة تعبير عن أفكار الشباب، وكان له ردود فعل إيجابية في المنطقة على مستوى الشباب والأهالي. ويهدف المشروع إلى تنمية القدرات الشبابية وخلق مساحات مشتركة للتعبير وتطوير الفنّ والثقافة والدمج بينهما. وكان من بين الجدران التي حوّلت إلى لوحات فنيّة تلك التابعة لمدرسة بنت جبيل الفنيّة وثانويتها الرسمية. وقد واجه المشروع تحديات كبيرة تتعلق بعدم إمكانية التواصل الدائم مع الشباب المشاركين لأسباب سياسية ودينية واجتماعية وعدم وجود المواصلات بين المناطق، ومشكلة عدم وجود مدربين مستعدّين للذهاب إلى المناطق النائية. فالمشروع، بحسب بزّي، استطاع تخطي هذه المعوقات وحافظ على أكثر من 60% من الشباب، ومستمر منذ ستة أشهر. وعلى هامش المشروع نُظّمت سبع ورش عمل عن مفاهيم اجتماعية وتقنيات الرسم وحملة تطوعية بيئية على شاطئ صور ورسمت 12 جدارية يراوح أحجامها بين 4 و40 متراً في كلّ من بنت جبيل وعلما الشعب وكفرحونة والمروانية. إلى جانب ذلك، أنجز وثائقي يعرض تجربة المشروع والمنهجية التي تهدف إلى مقاربة الفنّ بالفعل الاجتماعي والمعوقات والتحدّيات.

رسم المتطوعون 12 جدارية تراوح أحجامها بين 4 و40 متراً

من جهتها، تقول منسّقة عمل الجمعية سارية نحّولي «سعينا إلى خلق مساحات لبلورة فكر نقدي متجدّد وتحفيز مبادرات ثقافية وفنية لخلق أطر تواصل وتفعيل التشبيك بين الجمعيات وفئات المجتمع». وتضيف أنّ الشباب المتطوعين في المشروع الذي تموّله وكالة التنمية الأميركية USAID تدربوا على تقنيّات الرسم لبلورة أفكارهم بطرق فنيّة ثقافيّة وتحويلها إلى لوحات جداريّة تعبّر عن واقع حياتهم وتطلّعاتهم، وهذا من شأنه تطوير البعد الفكري والفنّي لديهم. أما الناشطة في الجمعية لارا قبطان فقالت إنّ طلاب بنت جبيل الذين رسموا ثلاث لوحات جدارية في مدرسة بنت جبيل الفنية، وجدوا في هذه الأنشطة «متنفساً لنا للتعبير عن تطلعاتتنا وإبداعاتنا، وفرصة للترفيه والتعارف في مكان تضاءلت فيه أماكن الترفيه واللقاءات الشبابية».
وقد نظّمت «عين» حفلاً ختامياً للمشروع في مركز الصليب الأحمر اللبناني في بنت جبيل تضمّن رسم جداريّة وألعاباً ترفيهية للأطفال، بالإضافة إلى عرض فيلم «جداريّات للتغيير» الذي يروي مسيرة الجمعية على مدى ستّة أشهر. واستغلّت المناسبة لتكريم المشاركين المتطوّعين فوزّعت عليهم الشهادات. وألقى مدير الجمعية ناصر عجمي كلمة ترحيب وشكر كلّ من ساهم وشارك في نشاطات الجمعية، مؤكداً أن الجمعية ستنظم نشاطات عدّة مستقبلاً في منطقة بنت جبيل «لأنّ الفنّ والثقافة هما من الأهداف الأساسية لعمل الجمعية».