تستعد جامعة القديس يوسف في بيروت لانتخابات العام الدراسي الحالي بداية الشهر المقبل. وسعياً منها لمواكبة التطور وتوفير صحة التمثيل للقوى الطلابية كافة، غيّرت الإدارة قانون الانتخابات ليصبح نسبياً بدل الأكثري الذي كان معمولاً به. هذا التغيير لم يرضِ جميع الطلاب
ديما شريف
يتضح في الثاني والعشرين من الشهر الحالي، موعد إقفال باب الترشيحات إلى الانتخابات الطلابية في جامعة القديس يوسف، مشهد التحالفات الانتخابية فيها. تحالفات لن تشذ عن الاصطفافات السياسية في البلد لجهة الأكثرية أو المعارضة، لكنّها ستكون نهائية، إذ لن يتمكن الأطراف من تبادل أصوات تحت الطاولة، حتى لو رغبوا في ذلك، لتغيير النظام الانتخابي هذا العام إلى لوائح مقفلة وفق النسبية. لكن هذا التغيير لم يكن له صدى جيّد بين القوى الطلابية المتصارعة على زعامة الجامعة، لعدم قدرة أحد منها بعد اليوم على «اكتساح» أيّ من الكليات تماماً، كما كان يحصل في السنوات السابقة. هكذا أصبح للأصوات المترددة دور كبير، ولم يعد باستطاعة أحد من القوى التقليدية (القوات اللبنانية ـــــ التيار الوطني الحر) دعم المستقلين وتبادل الأصوات معهم، ما صعّب المهمة على كلّ الأطراف. كذلك أصبح بإمكان المستقلين، في حال تأليف لائحة خاصة بهم، الفوز بمقاعد في المجالس الطلابية إذا حصلوا على نسبة من الأصوات.
ومع اقتراب موعد الحسم، يؤكد كلّ طرف من الأطراف نجاحه في الانتخابات «مهما كان القانون الانتخابي»، إذ ترددت العبارة على لسان ممثّلي القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر الذين اتصلت بهم «الأخبار». فيؤكد مسؤول الجامعات الفرنسية في مصلحة الطلاب في القوات اللبنانية، نديم يزبك، أنّ هذا القانون سيزيل الالتباسات التي تحصل كلّ سنة عن المستقلين المدعومين من الأحزاب، وسيبرهن من هو ممثّل المسيحيين في الجامعة بعدما «أصبح في إمكان القوات الانتصار وفق أي قانون»، كما يقول. ينقل يزبك المعركة الانتخابية إلى مواجهة مع حزب الله بدلاً من التيار الوطني الحر، الذي «لم يعد ينافسنا، وسيفيده القانون الجديد لأنّه أصبح أقليّة»، ويتحدث عن أرقام في كلية إدارة الأعمال تؤكد زيادة عدد مناصري حزب الله فيها ليصبح قريباً من مناصري القوات.
منطق يرفضه مسؤول الجامعات الخاصة في بيروت في لجنة الطلاب في التيار الوطني الحر، إلياس بو شبل، ويؤكد بدوره «نجاح التيار مهما كان القانون، لأننا نعرف وزننا في الجامعة، ونحن number one فيها». يعدّد بو شبل ثلاثة تحفظات للتيار على القانون الجديد، إذ إنّه، في رأيه، لا يوفّر صحة التمثيل بوجود مندوبين أو ثلاثة في السنة. كذلك يعتب على الجامعة لعدم استشارتها رؤساء المجالس أثناء الإعداد للقانون، ويؤكد إرسال تعديلات عليه لم تأخذ بها الإدارة. أما السبب الثالث لرفض القانون الجديد فهو ضربه الطالب وسلبه حقوقه عبر إلغاء «supramicales» الذي يجمع رؤساء المجالس في الكليات للتشاور في القضايا التي تهم طلاب الجامعة كلها، إلى جانب تحويل ميزانيات المجالس إلى برنامج مساعدات الطلاب والمنح. ويضيف بو شبل أنّه وفقاً للنظام الجديد، سيحرم الطلاب، في أكثر من كلية، من اختيار رئيس المجلس مباشرة، إذ سينتخب هذا الأخير من قبل المندوبين.
ثلاثة أسابيع إذاً تفصل عن موعد الانتخابات في اليسوعية، يستعد فيها التيار الوطني الحر للدخول في معركة الحفاظ على مكتسبات العام الماضي، في مهمة تبدو أصعب من السنوات الماضية في مواجهة القوات اللبنانية التي تدخل الاستحقاق مدعومة بفوز نيابي للأكثرية في 7حزيران، الذي سيكون طيفه حاضراً بكل تأكيد يوم الاستحقاق.


شائعات تغزو الجامعة

في انتظار اليوم الموعود، تعيش الجامعة على وقع الشائعات، إذ يتداول طلاب كلية إدارة الأعمال أخباراً عن حصول توافق غير رسمي لترسيخ كوتا طائفية، ليكون المندوبون اثنين مسيحيين وواحداً مسلماً. ويستنتج البعض أنّ هذا من شأنه حصر التنافس على المقعد المسلم بين حزب الله وتيار المستقبل، مع ضمان القوات والعونيين حصولهما على مقعد على الأقل. الشائعة الأخرى تطال تمثال القديس يوسف الذي وهبه أحد المتموّلين لحرم «هوفلين»، إذ انتهى العمل بالتمثال منذ أشهر، ولم يزح الستار عنه بعد. ويقول طلاب معارضون إنّ القوات تؤخّر احتفال إزاحة الستار لما قبل الانتخابات بقليل لشدّ العصب لمصلحتها. في المقابل، يتهم طلاب أكثريون حزب الله بأنّه ضغط على الإدارة لتأجيل هذا الاحتفال.