طرابلس ــ فريد بو فرنسيس كأنّ الحفريات لا تكفي طريق وادي هاب، لتُضاف إليها زحمة السير الخانقة، التي لا توفّر أحداً، حتّى تلامذة المدارس. فهذه الطريق، على الرغم من ضيقها، فإنّ الحاجة جعلت منها طريقاً رئيسية يعبرها المئات يومياً من سكان قضاءي زغرتا والضنية، المتوجّهين إلى قضاء الكورة، أو حتى إلى مدينة طرابلس. وما يزيد الطين بلّة، أن هذه الزحمة تزداد في مثل هذه الأيام، التي تتزامن مع حلول العام الدراسي، فتكاد تختنق بأعداد الباصات، وخصوصاً في فترتَي الصباح والظهر. أما السبب الآخر، فهو هروب معظم المواطنين من زحمة الشوارع الداخلية في منطقة أبي سمرا. فضلاً عن أن هذه الطريق هي إحدى الطرق الموصلة إلى الجامعات والمعاهد التربوية والمدارس الرسمية والخاصة، وكذلك المرافق الطبية في مدينة طرابلس. وأكثر من ذلك، تواجه السيارات العابرة لهذه الطريق أزمة جديدة: الضيق، إذ إنها لا تتّسع لأكثر من سيارة واحدة في كل اتّجاه، فكيف الحال عند مشارف نهر أبوعلي، حيث تضيق أكثر فلا تعود تستوعب حتى سيارة واحدة. وقد تشهد في بعض الأحيان توقّف حركة المرور، وخصوصاً عندما يركن السكان في تلك المنطقة سياراتهم على جانبي الطريق عشوائيّاً. ولا تُحل المشكلة إلا إذا تدخّل أحد السكان هناك وساعد على “تحرير” السيارات. وإذا لم يأتِ “المنقذ”، فمن المؤكّد أن تلك الطريق تبقى مقطوعة. تتكرّر مشاهد الزحمة في كل لحظة، وقد تسوء أكثر عندما تمرّ الجبّالات وترمي خلفها بقايا الإسمنت. فتسهم هذه البقايا عندما تجفّ في تخريب السيارات الصغيرة التي تمرّ فوقها. وما يزيد الطين بلة أيضاً، هو الشاحنات الكبيرة المحمّلة تارة بالحديد، وطوراً بالإسمنت أو الأتربة، والتي تعبر الطريق في أيّ وقت، في ظل عدم وجود توقيت محدّد يضبط حركة سيرها. وفي هذا الإطار، يلفت رئيس بلدية طرابلس، المهندس رشيد الجمالي، إلى “أن طريق وادي هاب مهمة جداً، ولذلك نأمل أن يتحقق مشروع حزام طرابلس، الذي يربط منطقة أبي سمرا بجسر مع منطقة ضهر العين في قضاء الكورة”. أضاف الجمالي إن «البلدية تضغط باتّجاه مجلس الإنماء والإعمار من أجل تحقيق هذا المشروع، الذي ينقصه التمويل”، مشيراً إلى “أن هذا الحزام سوف يحل المشكلة من أساسها، ويخفّف الضغط على المدينة”. وطالب المسؤولين “بالإسراع في تأهيل هذه الطريق، التي أصبحت تمثّل عبئاً كبيراً على من يسلكها، وخصوصاً أنها تربط طرابلس بقضاءي زغرتا والكورة”. وأردف أن “إصلاح الطريق لن يسهم في تخفيف العبء على العابرين، بل سيستفيد منه تلامذة الجامعة اللبنانية في منطقة المون ميشال في ضهر العين”.