“ما في مشكلة إذا لقط الأولاد الأنفلونزا ما بيعودوا بيلقطوها بحياتهم وبيخلص بقا هيدا الوهم”. هكذا تحاول رولا، أم لثلاثة أولاد، أن تُطمئن أمّهات تجمّعن أمام مبنى المرحلة الابتدائية في “الآي سي”. شيرين، أم لولدين هي أيضاً تعتقد أنّ “ما يُثار عن المرض كترة حكي بس الإعلام هوي اللي عم بيضخّم القصص”. تبدي السيدة الثلاثينية ارتياحها للإجراءات التي تتّخذها المدرسة، “فهي تطلعنا على التطوّرات تباعاً بواسطة الإنترنت أو الهاتف الخلوي”. ترفض شيرين تغييب ولديها: “غابوا أسبوع وبعدين رح يرجعوا يأخذوا المرض”. هنا، تتدخل رولا: “مزبوط معكي حق بعدين نحنا عتلانين هَمّ شو بدنا نعمل فيهم بالبيت”. تقترب ساعة الانصراف. لا يتردّد بعض الأهالي في دخول حرم المدرسة لاصطحاب أولادهم، فيما يختار البعض الآخر الانتظار خارج “الشبك” الأخضر، والتلويح لهم من بعيد. إشاعة أجواء الاطمئنان لم تمنع أحد السائقين، الذي يصطحب أبناء إحدى العائلات من القول: “في خوف كبير عند الأهالي، والدليل إنّو نص العالم بس إجوا ياخدوا أولادهم”. هل يعني ذلك أنّ نسبة الغياب مرتفعة؟ تقول إحدى المعلمات: “في غياب منيح”. تُخبر إحدى تلميذات الثالث الابتدائي جدتها: “تاتا، عنّا 13 تلميذ غايبين بالصف”. تُفاجَأ الجدّة بلجوء البعض إلى وضع الأقنعة الطبية: “مش عارفين إنو في كمّامات، لهلّق ما حطيناها لا نحنا ولا الولاد”.
لكن، المدرسة أعلنت عبر موقعها الإلكتروني أنّ الأقنعة باتت متوافرة في كل مباني المدرسة لمن يريد وضعها، مشيرةً إلى أنّها استحدثت مغاسل إضافيةً في الملاعب، وتخضع للتطهير الدوري. ودعت إدارة “الآي سي” إلى ألّا يمثّل “الفيروس” أي حرج للأهالي، مطالبةً إيّاهم بأن يكونوا صُرحاء في إبلاغ الإدارة بكل التفاصيل، وخصوصاً أنّ المدرسة لم تتلقّ في السابق معلومات صحيحة من البعض. وقالت إنّها سجلت 14 حالة موثّقة للمرضى في الصفوف الابتدائية. كما أقفلت أحد الصفوف بسبب ارتفاع الإصابات بصورة سريعة من 3 إلى 7 تلامذة. وكان وزير الصحة الدكتور محمد جواد خليفة، قد زار صباح أمس المدرسة، وعقد اجتماعاً دام 40 دقيقة، جرى خلاله تبادل المعلومات في شأن أفضل الطرق للتعامل مع الوباء.
على صعيد آخر، يبدو أنّ هناك عدداً لا بأس به من المصابين بفيروس أنفلونزا الخنازير في مستشفى بيروت الحكومي، مقابل تكتّم شديد من الفريق الطبي المتابع. وفي هذا الإطار، لفت المكلّف متابعة حالات المصابين الدكتور زهير طبارة إلى أن “هناك امرأتين حاملين، أثبتت الفحوص المخبرية أن إحداهما مصابة بالأنفلونزا”، مطمئناً إلى “أن حالتَيهما مستقرّتان ولا تدعوان إلى القلق”.
(الأخبار)