نظمت جمعية «لوياك LOYAC» (مركز لوذان لإنجازات الشباب) في أول مشروع لها في لبنان حدثاً جديداً على مستوى الشباب اللبناني. إذ إنّها أمنت لأربعين شاباً وفتاة بين 16 و25 سنة تدريباً مهنياً في مؤسسات مقابل التزامهم في خدمة اجتماعية
ديما شريف
«صيفية وما عندنا شي نعملو». هذا ما قالته التلميذة في الصف الثاني الثانوي مي مغربل لنفسها حين سمعت بمشروع الصيف الذي تنظمه جمعية «لوياك»، فقررت المشاركة فيه. ما جذب مي للمشروع هو أنّه يساعد المشارك في حياته العملية. «أعرف الآن ماذا ينتظرني لاحقاً في الحياة»، تقول. مي التي نالت فرصة للتدريب والعمل في «فيرجين ميغاستور» أحبت تطوعها مع جمعية «طفولة»، إذ علّمها كيفية التواصل مع أطفال يعانون أمراضاً.
مي واحدة من أربعين شاباً وفتاة منحتهم جميعة «لوياك» فرصة للتدريب والتطوع في مشروعها الأول في لبنان. إذ أمنت لهم فرصاً للتدريب والعمل خلال فصل الصيف مقابل تطوعهم مع منظمات المجتمع الأهلي في مشاريع ذات نفع عام. واعتمد القيمون على المشروع في الجمعية على معارفهم إلى جانب إرسالهم طلبات إلى الشركات في لبنان لحثها على المشاركة في تقديم فرص للتدريب والعمل لديها لمدة شهر ونصف، وهي مدة المشروع، كما تقول مديرة البرامج في الجمعية نادين الموسوي. اختير الشباب المشاركون بعدما تقدموا بسيرهم الذاتية إلى الجمعية وخضعوا لامتحان مكتوب ومقابلة شفهية.
هادي، طارق، فراس، رولا وزياد تحمسوا جداً لمشروعهم الذي أتاح لهم اختيار عائلة محتاجة ومساعدتها. فبحث الشباب في مناطق محرومة حتى وجدوا عائلة تعاني ضيقاً مادياً. فساعدوها على تجديد بعض أثاث المنزل المتضرر وساهموا في تجهيز بعض الضروريات مثل سخان المياه الذي كان يفتقر له الحمام. تلامذة المدرسة لم يهتموا للمبلغ الصغير الذي زودتهم به الجمعية فجالوا على المحال حتى وجدوا السعر المناسب.
من جهته تطوع فيصل الذي يبدأ سنته الجامعية الأولى الشهر المقبل، مع جمعية «طفولة» ووجد عملاً في «فيرجين ميغاستور» أيضاً. فكان يذهب كلّ اثنين إلى مركز سرطان الأطفال في مستشفى بيروت الحكومي ويلعب مع الأولاد المرضى ويقرأ لهم قصصاً.
في المقابل، تحمست طالبة «Banking and finance» فرح للتطوع مع جمعية «نحو المواطنية» لجزء الخدمة الاجتماعية مقابل عملها في مصرف HSBC. شاركت فرح في مشروع «بدي كون مسؤول» الذي تنظمه الجمعية في المدراس ويهدف إلى تنمية الوعي لدى تلامذة المرحلة الثانوية عبر الترفيه والألعاب. تقول فرح إنّه من الجيد البدء بتوعية الشباب في هذا العمر لنبذ الطائفية والمذهبية. فرح التي تعشق الأطفال كانت ترغب في التطوع مع جمعية «طفولة» لكنّ وقتها في جامعتها لم يسمح لها لأنّها تتابع الفصل الدراسي الصيفي. لذلك، تفكر في التقدم إلى المشروع في الصيف المقبل لأنّ الفكرة أعجبتها كثيراً.
هادي كيوان تطوّع أيضاً مع «نحو المواطنية»، لكن في مشروع آخر هو «المرصد النيابي اللبناني» الذي يراقب نشاطات النواب خلال سنوات نيابتهم الأربع وينشر ما توصل إليه ليعرف الناس ما حققه ولم يحققه نوابهم. أحب طالب الهندسة المدنية الذي تدرب في شركة «مان» الهندسية، مشروع «لوياك» الذي يشجع الشباب على إفادة مجتمعهم وأنفسهم في الوقت ذاته. «بهذه الطريقة خُلقت مجموعة تؤثر إيجابياً في مجتمعها»، يقول.
الشقيقان ريهام ومحمد لزيق شاركا في المشروع أيضاً. فتطوعت ريهام، وهي طالبة صيدلة، مع «طفولة» مقابل فترة تدريب لدى شركة «أفانتيس»، فيما تطوع محمد في مشروع المرصد النيابي مع «نحو المواطنية» مقابل تدريب في شركة «بيتا» للهندسة.
وتدرب مشاركون آخرون في بنك الموارد، جمعية الثروة الحرجية والتنمية، شركة «بلوم» للألبسة ومؤسسة «نوك» للمعلوماتية، بينما تطوعوا مع حزب الخضر اللبناني، وجمعية تنمية البيئة والإنسان.
سينال الشباب المشاركون في «مشروع الصيف» شهادات من المؤسسة التي تدربوا فيها إلى جانب شهادة من «لوياك». وكانت الجمعية قد طلبت من المؤسسات المشاركة إرسال تقييم للمشروع لتلافي أي خطأ أو ثُغر في الصيف المقبل. واستطاع الشاب أمير بلمنة الحصول على وظيفة في شركة المحاسبة «برايس واترهاوس كوبرز» بعد انتهاء فترة التدريب، فيما انتخب أحمد غلاييني أفضل متدرب لفصل الصيف في بنك عودة.


مواعيد
مشاريع مستقبلية


تنظم «لوياك»، ومركزها الرئيسي في الكويت، مشاريع عدّة في الفترة المقبلة. وستطلق «مشروع التدريب المستمر» الذي يساعد الشباب على متابعة دورات في لغات أو برامج تساعدهم في عملهم. كما تنظم الجمعية مشروع خدمة اجتماعية آخر لتدريب شباب على كيفية تعليم الدراما والفنون لتلامذة مدارس.


استطاعت طالبة الإخراج في الجامعة اللبنانية ــــ الأميركية (LAU)، ومتخرجة الإعلام من جامعة بيروت العربية فرح شاعر (الصورة) الحصول على تدريب يناسب دراستها في محطة MBC. وهي تطوعت لتنظيم غداء للأيتام مع عدد من المشاركين في المشروع

تشارك زينة عامقية (الصورة) أيضاً في مشروع غداء الأيتام. وتعمل التلميذة في الصف الأول الثانوي في «فيرجين ميغاستور». تشجعت للاشتراك في المشروع «حتى عبي وقتي بالصيف وآخذ خبرة»، كما تقول. وتضيف أنّ ما حصل أمر جديد للبنانيين