بسام القنطاريستدل من التعميم الذي أصدرته الجامعة الأميركية في بيروت والمعلق في قسم الحماية، أن إدارة الجامعة تعاني مثل بقية المؤسسات اللبنانية من سوء فهم الجمهور والموظفين لآلية التعاطي مع وباء أنفلونزا «آي ـــ أش 1 أن1». ويركز التعميم على ضرورة عدم الذعر من التواصل مع الطلاب وأن الوقوف على مسافة متر كافية لحماية موظف الأمن من الإصابة.
حرم الجامعة الذي لا يشهد زحمة طلاب في هذا الوقت من العام، شهد أمس عرضاً لنتائج دراسة أعدها 10 طلاب في كلية العلوم الصحية في الجامعة، ركزت على مدى تجاوب النظام الصحي اللبناني مع الوباء الجديد الذي تتوقع منظمة الصحة العالمية أن يصيب ثلث سكان العالم على أقل تقدير.
وأظهرت الدراسة التي عرضها الطالب عقل فهد أن تجاوب النظام الصحي اللبناني مع الوباء يحتاج إلى المزيد من التطوير، وخصوصاً على مستوى التواصل مع كل أذرع هذا النظام من مستشفيات وأطباء وعاملين صحيين ونقابات وجمعيات معنية.
ستطلب وزارة الصحة إغلاق المدرسة في حال وجود إصابات في صفين
وشملت الدراسة التي أشرفت عليها الطبيبتان عبلى السباعي وندى ملحم، مقابلات مع كل الجهات المعنية بهدف رصد نقاط الضعف والقوة، والفرص والأخطار التي تواجه النظام الصحي. وبينت أن هناك نقصاً في تواصل نقابة الأطباء ووزارة الصحة مع جميع الأطباء وإبلاغهم بالتعميمات الجديدة التي تشرح آلية التعاطي مع المرض. وأوصت الدراسة بضرورة تطوير قاعدة البيانات المتعلقة بالأطباء، وضرورة إبلاغهم عبر الهاتف بأي جديد، والتأكد من التزامهم بالتعليمات. كما أوصت بضرورة الاستفادة بقوة من الجهود التطوعية في المرحلة التي سينتشر فيها الوباء، وخصوصاً جهود المنظمات غير الحكومية الناشطة في مجال الرعاية الصحية الأولية.
ولاحظت الدراسة أن نقابة الصيادلة لا تتشدد مع أعضائها لجهة بيعهم أدوية مضادة للفيروس بدون وصفة طبية، وحذرت من أن الفوضى في عملية البيع قد تؤدي لاحقاً إلى نقص في وجود هذا الدواء. بدورها حذرت الدكتورة سهى كنج من الأعباء التي ستتحملها وزارة الصحة في تغطية نفقات المصابين الذين يعانون من الاشتراكات الصحية، والذين يحتاجون إلى المكوث في المستشفى لفترة طويلة، وخصوصاً أن شركات التأمين ترفض تغطية نفقات علاجهم، لأن العقود الموقعة لا تشمل تغطية الإصابات الناتجة من وباء.
وتبين الدراسة أن نسبة جهوزية المستشفيات تختلف بين المستشفى الجامعية والمتوسطة والصغيرة. فلقد أظهرت المقابلات التي أجراها الطلاب مع عينة من 6 المستشفيات، أن 2 منها لا تلتزم كلياً بتعاميم الوزارة.
وبينت الدراسة أن قراراً اتخذ في وزارة الصحة، لكنه لم يبلغ إلى المدارس بعد، يقضي بإغلاق صف دراسي في حال وجود إصابتين فيه، وبإغلاق المدرسة إذا تبين وجود إصابات في صفين على الأقل.
ومن المخاطر التي توقعت الدراسة أن يواجهها النظام الصحي اللبناني، تحرك اللبنانيين أسبوعياً بين القرى والمدن، ما يسهم في سرعة انتشار المرض. أما أبرز نقاط الضعف التي بيّنتها الدراسة، فهي طغيان عادة المصافحة بحرارة والتقبيل عند اللبنانيين، التي كانت أقوى من كل التحذيرات التي أطلقتها الوزارة مع بداية انتشار المرض.