جبيل ــ جوانا عازارلأنّه حصد عدداً لا بأس به من القتلى والجرحى منذ سنة 1990، يستعيد اليوم جسر جاج الواقع على الأوتوستراد بين جبيل وعمشيت هيبته، ويستعدّ ليستقبل المارّين عليه بحلّة جديدة. هذا الجسر الذي بناه الفرنسيّون سنة 1931 في عهد رئيس الجمهورية شارل دبّاس، عانى منه المواطنون الأمريّن بعد حالة الاهتراء التي وصل إليها، وخصوصاً أنّه كان «يرجّ» تحت أقدام سالكيه، وقد سببّ غياب الدفاعات عن جوانبه انزلاق عدد كبير من السيّارات إلى الوادي تحته. كما أنّ «الترقيع» الذي كان ينفّذ من خلال وضع بلوكات الباطون على جوانبه لم يستطع توفير الحماية اللازمة ولا شروط السلامة العامّة للمارّين، ما ضاعف من الخطر على حياتهم.
أمام هذا الواقع، قامت لجنة إنماء بلاد جبيل وبلديّة جبيل بمراجعات حثيثة منذ حوالى 7 أشهر للجهات المعنيّة المختصّة. ويقول رئيس لجنة إنماء بلاد جبيل د. طوني عيسى للأخبار «إنّ اللجنة التي تتابع وتلاحق تنفيذ المشاريع الإنمائيّة في جبيل والقضاء، تقدّمت بمراجعات عديدة أمام وزارة الأشغال العامّة والنقل ومجلس الإنماء والإعمار، إلا أنّ الوعود بقيت دون تطبيق، ما استدعى تدخّل رئيس الجمهوريّة ميشال سليمان للمباشرة في أعمال تأهيل الجسر»، وقد أرسل مجلس الإنماء والإعمار إثر ذلك فريقاً من الاستشارييّن أعدّ تقريراً وصف فيه حالة الجسر، وأعدّ دراسة تضمّنت لائحة بالمواد اللازمة لإعادة التأهيل. وعلى أساس ذلك بدأت الأعمال منذ حوالى أسبوعين، وهي تشمل بناء جدران وقائيّة للجسر من الباطون المسلّح، إضافة إلى تركيب حواجز حماية من الحديد. وكانت، حسب عيسى، قد رصدت الأموال لتأهيل الجسر من خارج ميزانيّة مجلس الإنماء والإعمار، بحيث نفّذ تحت خانة أنّه يمثّل خطراً على السلامة العامّة، ما يستدعي تحقيق معالجة طارئة له. يبلغ ارتفاع الجسر حوالى 60 متراً، ومن المتوقّع أن تنتهي أعمال صيانته وتأهيله بعد حوالى عشرة أيّام ليصبح جاهزاً أمام حركة المارّين والسيّارات.
ويعتزم ممثّلون عن لجنة إنماء بلاد جبيل وكلّ من رئيس بلديّة جبيل الدكتور جوزف الشامي ورئيس بلديّة عمشيت الدكتور أنطوان عيسى تفقّد الأعمال على الجسر قبل ظهر يوم الاثنين المقبل، إذ من المتوقّع أن تكون قد شارفت على نهايتها، ويفتتح الجسر فور انتهاء أعمال صيانته وتأهيله أمام المارّين. وتبقى الحاجة ملحّة إلى أن يُنار الاوتوستراد كلّه بطريقة مدروسة كي لا يعيش المولود الجديد في الظلمة، وللحدّ من حوادث السير ونسبة ضحاياها على الأوتوستراد المسمّى الدوليّ.