زينب صالحعلى حافة الشرفة جلست. رمضان باغت صيفيتي على حين غرة، فسلبني مشاوير البحر. لا ألوم رمضان على مفاجآته. فلبنان بلد المفاجآت بامتياز. اغتيال الرئيس الحريري كان صاعقة والحرب كانت كابوساً، ونتائج الانتخابات كانت، بالنسبة لي، مفاجأة، تلاها قرار الرئيس المكلف زيارة سوريا ثم تنقّل وليد جنبلاط بين طرف وآخر. جميع المفاجآت الآن متوقعة، وتأليف الحكومة لا يزال عامل ترقب لنا. ويترك لي مجالاً للحلم. فمثلاً يمكنني أن أحلم بأنّ الحكومة الجديدة ستحد من ارتفاع الأسعار وأنّي لن أعاني كثيراً لتأمين مصروفي الجامعي وأنّ ثمن المكالمات سينخفض أكثر، وبأن زير التربية الجديد سيوقّع مرسوم قرار نظام LMD فوراً، وأنّ أبي سيعود من السفر ويجد عملاً جيداً فلا يضطر إلى المغادرة مرة اخرى. وأنّ سلاح المقاومة لن يبقى هم الحكومة الشاغل وسيستبدل بهموم الشعب.اليوم بالذات لم أفكر في الحبيب الغائب كثيراً وإن كان سيعود أم لا بعد شجارنا الأخير. لكن حبل أفكاري انقطع فور وصول جاراتنا وشروعهن بالتذمر من غلاء ثمن الخضار واللحمة. كلامهن كان أقوى من خيالاتي فقررت أن أتوقف عن الحلم كي لا أتفاجأ كثيراً. تكفيني المفاجآت السابقة. لا بد أن يتنبه حبيبي أنّي أنتظره وأنّه مفتاح سعادتي. لكني لا أعرف إن كانت الحكومة ستتنبه إلى أنّنا جميعاً بانتظار وعودها. قد لا تأتي سريعاً. وقد تصاحب مجيئها مفاجآت أنا بالغنى عنها. في النهاية، قررت العودة لخيالات حبيبي لأنها أجدى.