منهال الأمينانطلقت فعاليات مهرجان «معوض هو العيد» في سوق معوض، أكبر أسواق الضاحية الجنوبية، منذ يوم الجمعة الفائت (4 أيلول)، بعد سنوات على غياب المظاهر الاحتفالية عنه بسبب جمود عمل جمعية التجار فيه، والأضرار التي لحقت به جرّاء حرب تموز 2006.
جديد الاحتفاء هذا العام هو دخول عدد من الشركات التي تطأ الضاحية لأول مرة، من باب الدعاية والإعلان ورعاية النشاطات الاقتصادية، كما يوضح عدنان حمورة مدير شركة «وعد غروب» الجهة المنظّمة. فيتحدث عن اهتمام الإعلام بـ2500 مظلة غطت الشارع الرئيسي ومتفرعاته، فيما يأسف لأن الإضاءة لم تكن جيدة. إلا أن ذلك لم يحل دون أن يشهد السوق إقبالاً كثيفاً من المواطنين، ولا سيما أن هناك تنزيلات حقيقية بلغت 70% في بعض المحالّ.
لكن حمورة وعصام العبدالله نائب رئيس جمعية تجار معوض اتفقا في العتب على فاعليات المنطقة السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي لم يحضر منها أحد «وكأن المناسبة لا تعنيهم». فيرى العبدالله أن «فشة الخلق جاءت من رئيس الجمهورية الذي اهتم بالمهرجان وأرسل الوزير ماريو عون ليمثله في افتتاحه، وللأسف لم يجد نائباً أو حتى مختاراً من المنطقة في استقباله». ويعترف حمورة بضعف الحملة الإعلامية، متحدثًا عن تكثيفها في الأيام المقبلة من خلال الإعلان عن الجوائز. «كلّ مشترٍ بـ20 ألف ليرة فقط سيحصل على بطاقة تخوّله الدخول في السحب على هدايا مميزة، وهي تضم جائزتين هما عبارة عن أثاث بيت كامل، إضافة إلى أكثر من 60 هدية أخرى» مقدمة من شركة «red apple» للمفروشات، وشركات أخرى، بلغت قيمتها ما يقارب خمسين ألف دولار.
تبدأ الحركة يومياً بعد الإفطار بساعة تقريباً لتمتد إلى ما بعد منتصف الليل. ويؤكد العبدالله أن التجار لمسوا تقدماً كبيراً في مبيعاتهم «والضغط أكثر على الولادي ربطاً بالعيد المقبل».
والجمعية بصدد العمل على إدراج المزيد من النشاطات التي تأمل منها جذب الزبائن والترفيه عن روّاد السوق، إذ من المقرر استقدام فرقة تواشيح رمضانية «لتقديم عرض رمضاني يحاكي أجواء الشهر الفضيل». ويلفت حمورة إلى أن «وعد غروب»، صاحبة التجربة الكبيرة في مجال الدعاية والإعلان وفي تنظيم مثل هذه المهرجانات، راعت الذوق العام الذي تتسم به الضاحية الجنوبية، لناحية الالتزام بالضوابط والحدود والمزاج العام للناس، وهم في معظمهم ملتزمون دينياً، إلا أن هذا لم يحل دون أن يكون الجمهور الذي يقصد السوق من كلّ التوجهات، حتى إن هناك زبائن من خارج المنطقة، وفق العبدالله، الذي يشير إلى أن هناك حضوراً للقوى الأمنية من جيش ودرك لضبط الأوضاع، بناءً على طلب من جمعية تجار معوض.
وفيما يعلن الأخير أن فعاليات المهرجان مستمرة حتى آخر السنة، يؤكد حمورة أنه مستمرّ حتى آخر رمضان فقط، لما يتطلبه من جهد وتعب.
ومن ناحية التجار، فإن 90% منهم التزموا العروض والتنزيلات، فيما عارض البعض التحرك لأسباب لوجستية كما يوضح العبدالله، الذي يؤكد أن عدداً من هؤلاء تواصل معه حتى ينضم للمهرجان بعدما رأوا النتائج على الأرض. وللمواطنين رأيهم المستحسن لفكرة المهرجان:
«من زمان لم نشهد حركة ونشاطاً في الضاحية» تقول سعاد خير الدين التي أكدت أن «الأسعار خيالية والبضاعة ممتازة». كذلك حضر مازن داغر مع كل العائلة للتسوّق «عسى وعلّ نربح عفش البيت». لكن الشكوى من الأوضاع الاقتصادية الصعبة والغلاء، والعدول «عن البحبحة وبسط اليد» كما عبّر سمير جردي كانت حديث الجميع.


أريد بيتاً

أعدّت شركة «بليدينا» مرسماً لاكتشاف مواهب الرسم لدى الأطفال الوافدين إلى السوق مع أهاليهم، أو الذين شدّتهم الفكرة بالتواتر عن أصدقائهم، كما هو حال غدير ومروى. فالأولى حضرت أول مرة، أكلت وتسوقت ورسمت. والثانية أعجبتها الفكرة بعدما أقنعتها غدير بالحضور. جلست الصديقتان متقابلتين، وانكبّتا على الرسم.
وقد لفتت ستيفاني ضيا، المشرفة على «المرسم»، قيام معظم الأطفال برسم بيوت، مشيرة إلى أن ذلك قد يكون عائداً إلى ما شهدوه من دمار خلال الحرب من جهة، وإلى أنهم يتوقون للهدوء الذي يفتقدونه في المدينة ويتوافر طبعاً في القرية، من جهة أخرى. وأوضح عدنان حمورة مدير شركة «وعد غروب» أن شركته تجري إحصاءً لما يمكن أن يتوافر من مواهب واعدة بين هؤلاء الأطفال لمتابعتها.