فاتن الحاجالتعليم الرسمي بريء من أية حالة تزوير في الامتحانات الرسمية. هذا ما قالته وزيرة التربية والتعليم العالي بهية الحريري، أمس، بالفم الملآن أمام اللقاء التربوي المخصص لإطلاق ورش العمل الوطنية حول الامتحانات. أما ملف شبكة التزوير التي قبضت عليها الوزارة، والتي تبين أن لبعض «دكاكين» القطاع الخاص علاقة بها فأخذ، بحسب الحريري، طريقه إلى النيابة العامة التمييزية. وفيما أكدت وزيرة التربية أنّ نسب النجاح ليست وحدها مؤشرات التقييم الحقيقية، أوضحت أنّ التراجع في بعض الأرقام التي أحرزتها المدارس الرسمية ناتج من قبول التعليم الرسمي لكل التلامذة من دون غربلة. لكن «هذا القطاع دخل السباق بمجهود كبير سنتابعه بالسهر على تطويره». ومن المشاريع المنوي بدء العمل بها هذا العام اعتماد الرقم الوطني للطالب وإدخال «خدمة المجتمع» جزءاً تجريبياً من البرنامج تمهيداً ليصبح مقرراً قائماً بذاته.
وإذا كانت الحريري لم تنتظر إطراءً على إدارة الامتحانات الرسمية التي وضعت على مشرحة المشاركين في اللقاء، فإنّ اتحاد المؤسسات التربوية الخاصة تابع حملته المركّزة لمحاولة الاستيلاء على ورقة الامتحانات.
«المراقبة، المراقبة، المراقبة»، يكرّر الأب مروان تابت، الأمين العام للمدارس الكاثوليكية، سائلاً: «كم مراقباً من أصل مئات المراقبين أحيل إلى التفتيش؟». ويضيف: «أبدينا كاتحاد الاستعداد للمشاركة، فإذا بالقانون لا يسمح والسؤال يبقى هل المواطن في خدمة القانون أم أن القانون وضع للمصلحة العامة؟». وانتقد تابت ما سمّاه بدعة بنك الأسئلة وما إذا كانت لضمان عدم الغش والتسريب أو بسبب سوء أمانة الأساتذة». لم تختلف لهجة نعمه محفوض، نقيب المعلمين، كثيراً فطرح هواجس القطاع الخاص لجهة غياب الانضباط في مراكز الامتحانات وعدم وجود معايير أكاديمية في اختيار اللجان الفاحصة وعدم اعتماد التدرج في أسئلة المسابقات، والتفاوت في النتائج بين محافظة وأخرى.
لكن عايدة الخطيب، رئيسة رابطة المعلمين الرسميين في بيروت، رفضت أن يصبح المراقب مرتكباً والمصحح متهماً لمجرد أن هناك شائعات تطال الشهادة الرسمية، مطالبة بحملة وطنية تعيد للامتحانات قدسيتها.
أما حنا غريب، رئيس رابطة أساتذة التعليم الثانوي الرسمي، فأكد أنّ الصعوبات المفروضة على التعليم الرسمي من تأخير بدء الدراسة وفرض قبول التلامذة ودوام بعد الظهر وخسارة التعليم الثانوي لأعداد كبيرة من كفاءاته التاريخية لم تمنع 69 ثانوية من تسجيل نسبة نجاح 100%، فيما سجلت 99 ثانوية نسباً تراوحت بين 90 و99%. لكنّه تساءل: «كيف لنا أن نقبض على المعايير التي يجب علينا اتباعها لقياس التحصيل التعليمي لتلامذتنا بصورة موحدة بعدما أصبحت مؤسساتنا مثل القطاع الفندقي، منها من وفر لتلامذته المستلزمات التربوية والمادية ومنها من لم يتوفر لها وأغلبيتها في القطاع الرسمي».
إلى ذلك، تنطلق 26 ورشة عمل في مطبعة المركز التربوي للبحوث والإنماء، منها 23 ورشة عمل أكاديمية متخصصة بمواد الامتحانات الرسمية و3 ورش حول التصحيح والمراقبة وبنك الأسئلة، وذلك بمساهمة من برنامج التكافل التربوي ـــــ هبة المملكة العربية السعودية، والهيئة الوطنية للمدرسة الرسمية.