ريتا بولس شهوانلأن الاهتمام المكثّف بالجمال هو أولوية معظم النساء اللبنانيات، كان افتتاح العديد من مراكز التجميل الخاصة... بطفلاتهن أيضاً! أحدها، في منطقة فردان الراقية، يجمع بين مركز تجميل وملهى ليلي ومطبخ. أما الزبون الأساسي، فطفلة يتراوح عمرها بين 5 سنوات و16 عاماً، غالباً ما يكون والديها من المقتدرين مادياً، ليتحمّلا الكلفة: 36$ مقابل ساعة من التدليك، و 12$ لسهرة «متل الكبار» لكن دون كحول.
وفيما تعبّر ماري، إحدى الفاعلات في جمعية نسائية، عن قلقها من الظاهرة، حيث «تلقّن الفتيات منذ الصغر ثقافة التجميل، لا ثقافة العقل والمنطق»، يدافع أحد الموظفين عن المركز مؤكداً أنه «يفسح في المجال أمام الفتيات للتأقلم مع أجسادهن وجمالهن»، بينما تشير مصمّمة الديكور فيه إلى أن «هدفنا كان تقديم شيء جديد في لبنان». في هذا السياق، تم التعاقد مع شركة أجنبية تزوّد المركز بأدوات تجميل طبع عليها صور «هانا مونتانا»، الشخصية الأحب عند المراهقين على قناة ديزني: شعر مستعار يشبه شعرها بـ25 دولاراً، أحمر شفاه خاص بـ5 دولارات، و10 دولارات للبوستر، و«يا مين يشتري». وبما أن الطفلات المعنيات لا يدركن أهمية المظهر الخارجي بعد، فإن المركز يبدو موجهاً أكثر لخدمة الوالدات العاشقات للتسوق. تبتسم كلاريسا ابنة الأعوام السبعة معبّرة عن حبّها لمكان اختارته والدتها لها ريثما تحتسي القهوة مع صديقاتها. لكن رغم حبها له، تستاء من زيارته يومياً معترضة «شو كل يوم بدنا نطبخ موز بشوكولا؟».