خطة طوارئ بيئية لجبل النفايات في صيدا
صيدا ــ خالد الغربي
أعلن رئيس اتحاد بلديات صيدا ـــــ الزهراني الدكتور عبدالرحمن البزري في تصريح له أمس، أن «مدينة صيدا لم تعد قادرة وحدها على تحمّل كارثة جبل النفايات وآثاره البيئية المدمرة، ليس على صيدا ومنطقتها فحسب، بل على صعيد لبنان ككل».
وأشار البزري إلى «أنّ الحريق الذي اندلع في مكب نفايات صيدا قبل عشرة أيام ما زال مستمراً، على الرغم من الأمطار الغزيرة التي انهمرت وجهود فرق فوج الإطفاء في المدينة». وقال: «هناك تشققات كبيرة في هذا الجبل، ما يعوق العمل بإخماد الحرائق، كذلك فإنّ هذه التشققات تنذر بانهيار أطنان من النفايات في البحر، وهو ما دفعنا إلى إطلاق هذه الصرخة لوضع خطة طوارئ بيئية على صعيد الوطن ككل لإيجاد الحلول اللازمة لهذه الكارثة البيئية الوطنية الكبرى التي تتهدد مدينة صيدا ومنطقتها والساحل اللبناني ككل».
ولفت البزري إلى «أن المجلس البلدي سيجتمع اليوم الأربعاء لتدارس الوضع الخطير الناجم عن الانهيارات والتشققات، واتخاذ الإجراءات العملية الآنية والمستقبلية التي من شأنها التخفيف قدر الإمكان من الأضرار البيئية». ودعا الجميع إلى التعاون لإنقاذ المدينة من كارثتها البيئية المزمنة.

غابة مزيارة تُنتهَك... ولا من يهتم

مزيارة ــ فريد بو فرنسيس
لم تكد مشكلتا مكبّ النفايات ومعمل الفرز عند المدخل الرئيسي لبلدة مزيارة في قضاء زغرتا تأخذان الطريق باتجاه الحل، حتى برزت قضية بيئية أخرى تتعلق بانتهاك حرج السنديان في مزيارة من خلال منشرة حجر.
ولا يلقى رفض الأهالي القاطع لما سمّاه البعض «الإجرام والاعتداء بحق الطبيعة»، آذاناً صاغية في ظلّ الترخيص القانوني الذي أعطته بلدية مزيارة لصاحب المنشرة، وهي لا تنوي سحب هذا الترخيص.
عند المدخل الرئيسي، وعلى طول الطريق المؤدية إلى داخل مزيارة، تنتشر أشجار السنديان على جانبَي الطريق بين الصخور الناتئة والهضاب الجميلة. وتكوّن الأشجار التي تعود إلى آلاف السنين محمية طبيعية محلية، وملجأً للعديد من الطيور البرية الغريبة التي اعتادت لسنوات أن تعشش بين أغصانها وتقتات من حبوبها.
باتت الغابة اليوم مهددة بالموت أكثر من أي وقت مضى لعدم توافر أي حماية لها، وفي ظلّ تعمّد الإنسان استباحة حرماتها على نحو فاضح.
ويقول نبيل سليمان، المشرف التقني على مزار أم المراحم إنّ التلطي وراء أشجار الغابة لا يلغي القانون ولا يحمي البيئة، وإنّ المناشر التي تقتلع صخور مزيارة التاريخية، وأصوات الجرافات التي تعمل على مدار الساعة، أصبحت تمثّل هاجساً لدى الكثيرين. وطالب سليمان المسؤولين محليين ولبنانيين بالتحرك الفوري لإيقاف هذه المجزرة ووضع حدّ للانتهاكات التي تحصل بحق الغابة.
وتتستر منشرة الحجر خلف أشجار الغابة الضخمة، بعيدة عن أعين الناس والزوار، اعتقاداً من أصحابها أن هذا التلطي قد يبعدها عن أي ملاحقة قانونية. لكن التوغل قليلاً داخل الأشجار يكشف فداحة المجزرة التي تُرتكَب فيها من قطع عشوائي للأشجار بغية التوسع في البناء، إلى قطع الصخور لتوفير حجارة الزينة في المنازل الفخمة.
وكل ذلك يجري تحت أعين أعضاء بلدية مزيارة التي أعطت الترخيص لهذه المنشرة من دون أن تستطيع إيقافها عن العمل حتى اليوم. ويوضح رئيس البلدية سايد الشاغوري أنّ البلدية أعطت ترخيصاً للمنشرة منذ أكثر من عشر سنوات، وهي لا تنوي سحبه منها على الإطلاق، بل تحاول عبر المخطط الجديد الموضوع للبلدة أن تجد حلاً له من طريق إيجاد مكان بديل يتلاءم مع الطبيعة ويحافظ على البيئة والحرج، ويكون بعيداً عن المنطقة السكنية. وقال إنّ أصحاب مناشر الحجر لا يلتزمون التراخيص المعطاة لهم، بل يحاولون في أكثر الأحيان التوسع قدر الإمكان، وهو ما حصل في حرج مزيارة، فعمل القيّمون على المنشرة في الطبيعة والحرج قطعاً عشوائياً للأشجار واقتلاعاً للصخور